تمغربيت:
مع كل تصريح أو حدث يخص التقدم المغربي في ملف الصحراء أو التنمية والاقتصاد، من هنا أو هناك.. إلا ويقع زلزال في بلاد هوك، ويهرول إعلامها أو بعض مسؤوليها أو حتى رئيسها للخروج بتصريح سريع ولو كان مكذوبا.. فقط للتغطية وستر الهزيمة تلو الهزيمة ولو على المستوى الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي، بعيدا عن حقيقة الواقع.
في هذا السياق، ثارت ثائرة العسكر عندما خرج الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية النجيرية للبترول “NNPC”، مالام ميلي كياري، بتصريح لصحيفة “دايلي تراست” النيجيرية.. مفاده أن مشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، هو أحد أكثر المشاريع طموحا.. وأن المشروع يستقبل العديد من عروض التمويل من العالم ويتم مناقشتها.. مضيفا أنه سيُكلف 25 مليار دولار، وأن الأهم أنه سيربط 11 بلدا في غرب إفريقيا، وهو ما سيُحقق الرخاء في الدول التي تحيط بنيجيريا.. كما أنه سيصنع السلام من حولها. وأن هناك مؤشرات على اقتراب اكتمال تمويل المشروع بالكامل.. مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات المالية في العالم عرضت تقديم تمويلات، وهي العروض التي توجد حاليا على طاولة النقاش.
والمعروف في هذا الصدد أن المغرب يسعى من جانبه إلى إنجاز هذا المشروع لما يُمكنه أن يساهم في تحقيق الأمن الطاقي للبلاد.. إضافة إلى الاستفادة من عبور الأنبوب من أجل تصدير الغاز إلى بلدان أوروبا التي زادت حاجتها لمثل هذه المشاريع من أجل تجاوز اعتمادها الكبير على روسيا لتلبية حاجياتها.. خاصة وأن الخلافات مع موسكو تتجدد بين حقبة وأخرى.. وهي الأمور التي تؤرق نظام الجزائر وتقض مضجعه. حيث لا يملك نظامها في جعبته سوى ورقة الغاز فقط.
الجزائر ترد على تصريح المسؤول النيجيري
بعد تصريحات المسؤول النيجيري، أعطيت الأوامر من طرف العسكر لوزير المالية الجزائري لعزيز فايد للخروج بتصريح إعلامي.. لكي يقول شيئا في الموضوع كيفما كانت معطياته وأكاذيبه. فخرج الوزير المشارك حاليا في الجلسات السنوية ال 58 للبنك الافريقي للتنمية الجارية بشرم الشيخ بمصر بأقوال في ندوة صحفية خلاصتها.. “إن أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط نيجيريا بأوروبا مرورا بالجزائر يعد مشروعا ناجعا وقابلا للدعم وذو مردودية على المستويين الاقتصادي والمالي”. مضيفا “أن مصادر تمويله لا يمكن ان تكون إلا بنكية بشكل أساسي، ولا نستبعد مساهمة البنك الافريقي للتنمية”.
التصريحات الخبيثة لممثل النظام العسكري لن تقف عند هذا الحد.. فقد أنهى مداخلاته بكلام غريب وعجيب قال فيه.. “أنه سيتم اجراء دراسة هذا المشروع الضخم بجميع ابعاده واختيار طريقة التمويل الملائمة”.. وهو ما يقطع بأن المسؤولين والإعلام بالجزائر كانوا يكذبون على الشعب منذ أكثر من 30 سنة حين كانوا يتتكلمون عن هذا المشروع، وأن إعلامها كان يكذب حين نشر أخبارا عن بدء الأشغال بهذا المشروع السنة الماضية.