تمغربيت:
بقلم الأستاذة: فتيحة شاطر
لاشك أن المتابع للعلاقات المغربية الإسبانية يلحظ تطورا وتقدما واضحا وسرعة أيضا في تنزيلها على أرضية الواقع. ولعل التصريحات القوية لوزير الخارجية الإسباني السيد ألباريس، يوم أمس الأربعاء 24 مايو 2023، تؤكد ذلك.
في هذا الصدد، صرح السيد ألباريس لصحيفة (لاس بروفينسياس) أن “المغرب شريك استراتيجي وليس مجرد جار.. ويجب أن تكون لدينا أفضل العلاقات مع جيراننا، على غرار المغرب، وهذا ما نجحت إسبانيا في القيام به”.
رئيس الدبلوماسية الإسبانية ذكّر بأمثلة حية في مجال تطور العلاقات السياسية بين البلدين بقوله: ” في فبراير المنصرم، عقدت إسبانيا والمغرب أول اجتماع رفيع المستوى في المغرب منذ 11 عاما”، مشيرا إلى أن “هذا الاجتماع جمع أكبر عدد من وزراء الحكومتين وتوج بتوقيع عدد مهم من الاتفاقيات.. وصلت إلى 20 اتفاقية في المجموع”.
كما ذكّر بأرقام حية في مجال تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين بقوله: “إذا أخذنا فصولا مهمة مثل التجارة، فقد وصل البلدان إلى رقم قياسي قدره 20 مليار يورو في التجارة، و11 ألف شركة إسبانية تصدر منتجاتها إلى المغرب و1100 شركة موجودة بالفعل في المغرب”.
على الجهة المقابلة، تعرف العلاقات الجزائرية الإسبانية انتكاسة غير مسبوقة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي: فقد كشف تقرير للصحيفة الإسبانية (ABC) على أرقام مهولة وغير مسبوقة، منها أن أكثر من 129 ألف شركة إسبانية أوقفت علاقاتها التجارية مع الجزائر. زيادة على 222 ألف و603 شركة سبق أن أبرمت صفقات تجارية مع الجزائر سنة 2021 قبل أن يتم إلغاؤها.
فبينما تتطور العلاقات المغربية الإسبانية في جميع المجالات، وعلى رأسها المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والتجارية إلخ.. تتخبط الجزائر في سياساتها وعلاقاتها الخارجية، جراء قرارات العسكر الحاكم الذي لا يصلح للحكم السياسي بل ليكون داخل الثكنات وفقط.
إن النظام الجزائري يعيش، منذ سنوات، عزلة على المستوى الإقليمي والعربي والقاري، كما يعيش انتكاسات على المستوى المالي والاقتصادي. لتكون “الإيالة” الخاسر الأكبر في مثلث العلاقات المغربية-الجزائرية-الإسبانية.