تمغربيت :
في الوقت الذي يسجل المغاربة إنجازات في جل المجالات.. الرياضية والثقافية والصناعية والدبلوماسية ووو.. تتوالى في الوقت ذاته الهزائم والانتكاسات في بلاد هوك، فيضطرهم بؤس الحال وقلة الحيلة إلى افتعال مسرحيات بئيسة وارتجال ردود طفولية.. وأحيانا اختلاق جنونيات وعيساويات وحماقات لا تجدها حتى عند دوستوفسكي ولا تولستوي.
فمثلا مثلا مثلا، في الوقت الذي يقدم المغرب، على يد رمز البلاد جلالة الملك شخصيا.. وإبداع شباب مغربي ووحدات صناعية مغربية، في نفس اليوم والزمان والمكان، ابتكارين لنموذجي سيارتين مغربيتين، إحداهما تمثل سيارات المستقبل الهدروجينية، كبصمة مغربية خالصة على دخول المغرب ضمن الكبار في مجال صناعة السيارات عموما والسيارة الهدروجينية تحديدا.. تقوم الجزائر بالبهرجة والإشهار بالطبل والغايطة لنموذج بسيط وبائس لموديل بمستوى – كروسة أو تريبورتير أو توك توك – لفريق من طلاب السنة الأولى بأحد المعاهد.
ومثلا مثلا حينما يصعد المنتخب المغربي إلى المونديال ثم يصنع المفاجئة على المستوى العالمي باحتلاله المرتبة الرابعة في مونديال قطر.. وتصعد كل فئاته السنية والكبار والصغار للمونديالات كلها ووو ويصعد الأشبال في عقر ديار بارباروس، عفوا، في عقر الديار الجزائرية إلى نهائي كأس إفريقيا للدراري والبزاقل والفتيان.. تعيش الكرة الجزائرية بعسكرها وإعلامها على نغمات لقجع والمؤامرة وكاساما مسكين وصامويل إيطو والميل فاي وقهوة نص نص والماتش يتعاود.
هذه هي الصورة مختزلة في كل المجالات بلا استثناء، مع الفارق بين البلدين.. بلد نفطي غازي من أغنى دول إفريقيا بلا منازع لكنه فقير وشعبه مُفَقَّرٌ لا يمتلك شيئا خارج المحروقات. وبلد لانفطي ولا غازي، رأسماله تاريخ عريق ووحدة متينة بين القيادات والسلاطين والشعب.. ورأسماله أنه بلد الأولياء والشرفاء، ورأسماله أنه ينتمي لأعرق مملكة مستمرة في تاريخ البشرية.. ورأسماله العمل والخدمة والكتاف والدق بالسكات وقلة الكلام.
ومثلا مثلا مثلا حين سيلعب بعد يومين، فتيان المغرب ضد فتيان السنغال بكل روح رياضية وتنافسية.. وأحدهما سيحصل على الكأس -بصحتو وراحتو- والثاني على الميدالية وصفة الوصيف، فطبيعي وطبعا، في بلاد هوووك ، لن يحضر لا الرئيس الغير الشرعي رقم واحد ولا نائبه الثاني المحطوط في الصورة.. وهذا عمل مشين تأباه حتى الضباع على خِسَّة طبائعها وطبيعتها.
أكثر من هذا وأخس من هذا وأضبع من هذا.. فقد -لَبَّق- العسكر لمباراة ودية بين عشية وضحاها بين “مولودية الجزائرالعاصمة – USMA” ومولودية تندوف أو عصابة تندوف أو منتخب تندوف – لا أدري.. فالفريق غير معترف به لا إفريقيا ولا دوليا، بل ممنوع على لاعبيه أن يلعبوا فضلا عن أن يحترفوا حتى ضمن الفرق الجزائزية.
والغريب أن هذا الفريق قيل عنه في أخبارهم، أنه وصل إلى الجزائر.. وكأنه لا يقطن بالجزائر.. أو لربما أن الإعلام الجزائري والعسكر يعترفون للبوليساريو عن سيادتها على منطقة تندوف، فكل شيء وارد مع نظام قلق ومهلهل مثل هذا النظام.
والأغرب أن بعضا من لاعبي هذا الفريق الذين أجرى معهم إعلام هوووك حوارا، لم ينبسوا في إجاباتهم بكلمة بالعربية أو النبرة الحسانية.. وهو أمر غريب جدا، مما يدعونا للشك في هوية هؤلاء القوم أو اللاعبين، ذلك أن اللهجة الصحراوية الحسانية لهجة من الصعب على غير الصحراويين إتقانها أو تقليدها.. كما لم يعبروا، وهو أضعف الإيمان بالإسبانية، نعم بالإسبانية ثاني لغة يتقنها أي صحراوي. فهذا لعمري أمر عجيب وغريب، أن يلجأ شباب يدعي انه صحراوي إلى االتعبير باللغة الثالثة أو الرابعة.. فإلى أي جنس ينتمون؟ خصوصا إذا علمنا أن بني ملقط مُلَقطون من تشاد والنيجر والأزواد ومالي وصحاري الجزائر إلخ وأن الجزائر تمتنع عن إحصاء ساكنة مخيمات العار التي دعت إليها قرارات مجلس الأمن منذ عقود وعقود.
قلنا إذا أن العسكر يتخبط ويحاول التشويش عبثا، على نجاح فتية مغاربة مقابل فشل براعمهم. خاصة أن أنصار مولودية الجزائر رفعوا لافتة على باب الملعب كتب عليها التالي: “درتوها قضية فهاد البلاد .. رجعتوها سياسة وفساد”. لهذا أُصدِرت تعليمات للطلبة والجنود ولجميع العاملين بثكنات وكليات الناحية العسكرية الأولى كالمدرسة المتعددة التقنيات ببرج البحري والمدرسة العليا للدفاع الجوي عن الاقليم بالرغاية والأكاديمية العسكرية لمختلف الاسلحة بشرشال والمدرسة الوطنية لتقنيي الطيران بالبليدة والمدرسة الوطنية للصحة العسكرية.. للتوجه يوم السبت الى ملعب براقي نيلسون مانديلا بالزي المدني لحضور المباراة ومناصرة منتخب البوليساريو ورفع شعارات معادية ضد المغرب!