تمغربيت :
ضمن سلسلة اخترت لكم، في هذه الفسحة، سأنقل لكم موضوعا تاريخيا مهما عبر وثيقة سرية أمريكية.. توثق تحرش الجزائر بالمغرب الذي عمل جاهدا على استكمال استقلال أراضيه واستكمال وحدته الترابية. الموضوع نشر بموقع “يا بلادي” تحت عنوان: وثائق أمريكية سرية تؤكد رغبة الجزائر في خلق دويلة بالصحراء للوصول إلى المحيط الأطلسي. بتاريخ: 15/05/2023.. بقلم: عيسى الورداني
تاريخ: وثائق أمريكية سرية تؤكد رغبة الجزائر في خلق دويلة بالصحراء للوصول إلى المحيط الأطلسي
تدعي الجزائر أن موقفها من “دعم تقرير مصير الشعب الصحراوي” مبدئي وغير قابل للمقايضة والتنازل.. وأنها مجرد طرف مراقب في نزاع الصحراء لا غير. غير أن وثائق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكي، رفعت عنها السرية قبل سنوات، تؤكد أن الجزائر لا تدعم جبهة البوليساريو من أجل سواد عيونها.. بل لكي تحصل على منفذ إلى المحيط الأطلسي، وتكسب دويلة جديدة وظيفية تتحكم في كل قراراتها.
شماعة تقرير المصير..
تستخدم الجزائر ذريعة “دعم الشعب الصحراوي لتقرير مصيره” من أجل تبرير تبنيها لأطروحة جبهة البوليساريو ودعمها بالمال والسلاح.. محاوِلة بذلك إخفاء هدفها الرئيسي من وراء ذلك، والمتمثل في إضعاف المغرب.. لأخذ زمام المبادرة في منطقة المغرب العربي، وأيضا الوصول إلى المحيط الأطلسي، بحسب ما جاء في وثيقة لوكالة المخابرات المركزية، تعود لدجنبر من سنة 1977، رفعت عنها السرية في نونبر 2012.
CIA: هناك إجماع في المغرب على استرجاع جميع الأراضي المحتلة والمغتصبة..
وتؤكد الوكالة الأمريكية، أن استرجاع المغرب للصحراء يمثل “مصلحة وطنية حيوية”، وتدعمه جميع شرائح المجتمع في البلاد.. مشيرة إلى أن هذا الاسترجاع “له أساس تاريخي وديني عميق مع انعكاسات أساسية على الاستقرار السياسي للنظام. كما أنه مرتبط بشكل مباشر بقدرة المغرب على مواجهة منافسه الجيوسياسي الأساسي، الجزائر”. حسب الوثيقة
وشككت الوكالة في وثيقتها في صحة التحليلات التي تتحدث عن استرجاع المغرب للصحراء لرغبته في “الهيمنة على سوق الفوسفاط الدولي”.. وقالت إن مطالب المغرب في الصحراء “تمتد بعمق في تاريخ الأمة. قبل فترة الاستعمار، حين مارس الحكام المغاربة درجات متفاوتة من السيطرة على جزء كبير من شمال غرب إفريقيا. من القرن العاشر حتى القرن السابع عشر، تغلغل النفوذ المغربي في الصحراء الغربية وموريتانيا وجنوب غرب الجزائر وحتى مالي”.
وأضافت أنه إذا كان أغلب المغاربة “قبلوا (مؤقتا) خسارة جزء كبير من أراضي المغرب قبل الاستعمار كأمر واقع” في إشارة إلى الصحراء الشرقية، فإن “الصحراء الغربية، مع ذلك، هي الاستثناء الملحوظ: فمنذ أوائل السبعينيات، ركز التيار الوحدوي القوي على الصحراء الواقعة تحت الحماية الإسبانية.. حيث اعتبرها المغرب فرصته الأخيرة لاستعادة بعض أراضيه المنهوبة”.
الصحراء المغربية وتضارب مفاهيم السيادة..
“إن مطالبة المغرب بالصحراء لا تستند إلى تعريف غربي للسيادة.. (جاء في قرار محكمة العدل الدولية في أكتوبر 1975.. أن روابط الولاء بين القبائل المختلفة في المنطقة والمغرب وموريتانيا في وقت الاستعمار الإسباني عام 1885 لم تكن كافية لإرساء سيادة إقليمية).. بل هي ذات طبيعة تاريخية وثقافية متجذرة بعمق في المفاهيم الإسلامية عن ولاء شعب ما للقسم للملك ومرتبط بالسيطرة المغربية المتقلبة قبل الاستعمار على المنطقة.. نتيجة لذلك دعمت جميع شرائح الشعب المغربي، الحداثية منها والتقليدية.. بشكل ساحق عدالة سياسة المغرب المتعلقة بالصحراء”.
إجماع مغربي حول ملف الصحراء..
وأشارت الوثيقة إلى أن أحزاب المعارضة اليمينية واليسارية سخرت إمكانياتها للدفاع على أحقية المغرب بالتواجد في الصحراء.. “كما يتضح من التعبئة خلال المسيرة الخضراء في نونبر 1975”. وتابعت “ظل الدعم الوطني لسياسة الملك الخاصة بالصحراء مرتفعاً بشكل ملحوظ على الرغم من التكاليف الباهظة والعدد المتزايد من الخسائر العسكرية. وبالتالي، تعتبر مسألة الصحراء من قبل القيادة المغربية على أنها حاسمة من وجهة النظر السياسية الداخلية..
الجزائر طرف رئيسي
وأوضحت الوثيقة أن الرئيس الجزائري هواري بومدين، أعاد تقييم موقف الجزائر بعد الاتفاق المغربي والموريتاني بشأن الصحراء في القمة العربية التي عقدت في الرباط عام 1974.. وأكدت أن الجزائر شنت بعد ذلك “حربا بالوكالة” ضد موريتانيا والمغرب باستخدام البوليساريو.
في هذا السياق، جاء في الوثيقة “على الرغم من أن السبب الظاهري للجزائر لدعم البوليساريو هو مبدأ تقرير المصير.. فإن تنافسها التاريخي مع المغرب على الهيمنة في شمال غرب إفريقيا هو الدافع الأساسي لها. هدف الجزائر في النزاع هو إقامة “جمهورية صحراوية مستقلة”، يكون لديها تأثير مهيمن عليها. وهذا من شأنه أن يحرم المغرب من الموارد الاقتصادية الكبيرة للإقليم ويعرقل الجهود المغربية لتقييد وصول الجزائر في المستقبل إلى المحيط الأطلسي”.