تمغربيت :
مازال تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة يتحفنا بمعالمه التاريخية والحضارية.. ومن ضمن هذه المعالم نجد مخازن “إكودار”. “إكودار” أو “إكيدار” كلمة أمازيغية، وهي جمع كلمة أكادير التي تعني الحصن المنيع.. وهي عبارة عن منشآت جماعية قديمة ذات أسوار عالية، تم تشيدها في مواقع محصنة تحصينا طبيعيًا.. يصعب الوصول إليها للحفاظ عليها من المخاطر الخارجية.
لقد لعبت هذه المخازن أدوار مهمة في تخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية لأيام الجفاف.. وكذلك لتخزين الأشياء النفيسة كالحلي والمال وكل ماهو ثمين ونادر، وكانت تشكل أيضاً ملجأ للإحتماء من الأخطار المحتملة.
كما عرفت “إكودار” تطوراً كبيراً، وأصبحت نظاماً بنكياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يديره مجلس القبيلة الأمازيغية الذي يطلق عليه “إنفلاس”، والذي ينتخب بشكل ديمقراطي من أفراد القبيلة، وتملك كل أسرة مفتاح خاص بمخازنها، فيما ينظم البواب عملية الدخول والخروج من هذه المخازن.
إن مثل هذه المعالم التاريخية يدفعنا للوقوف احتراماً لعبقرية الإنسان المغربي، الذي أنشأ أقدم بنك في العالم ‘إكودار” يعود تاريخه لأكثر من عشرة قرون، وهذا ما يدفع إلى ضرورة الحصول على تصنيف “إكودار” ضمن قائمة التراث الوطني “باليونسكو”.