تمغربيت:
لا يخلو حديث أو نقاش مع جزائري إلى وطفى إلى السطح مصطلح “السروال”.. ولا يمكن أن يمر نقاش سياسي بين الأشقاء شرق الجدار إلا ووصل التصعيد إلى حد استعمال عبارة “نحيلك السروال”. وحتى عندما تستمع إلى رموز جزائرية تاريخية تجد “السروال” حاضر في قلب “المشروع السياسي” للدولة.
قضية “السروال” أصبحت جزء من المكون السياسي والاجتماعي وحتى الحضاري لجغرافيا الجزائر.. وهو ما دفعنا إلى النبش في تاريخ “مؤسسة السروال” في الجزائر، علَّنا نجد بين تراب المخازن ما يعطينا تفسيرا لهذه “الظاهرة السروالية” المتفشية في الجزائر.
وحتى لا نخوض في فترة الحكم التركي للجزائر (احتراما لمشاعر سكان الجزائر)، فإننا سنستحضر قصة “سروال بن بلة”.. والتي تعود أحداثها إلى أحد اجتماعات المجلس الوطني للثورة الجزائرية (25 ماي – 7 يونيو 1962)، حين دخل بن بلة (الذي لم تطئ أرجله الجزائر طوال أحداث الجزائر) في نقاش حاد مع بن يوسف بن خدة رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (المعترف بها دوليا).. حول انتخاب أعضاء المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني.
سيتطور النقاش بين الطرفين ليأخذ أبعادا لا أخلاقية، عندما وجه بن بلة خطابه للرئيس بن خذة قائلا له “أكبر مراوغ هو أنت وإذا لم يسبق لأحد أن خلع لك السروال.. أنا سأقوم بذلك”.
لقد ارتبط السروال بتاريخ نضالات “العسكر الجزائري الانكشاري” منذ قرون وقرون وهو ما يدفعنا إلى تمحيص البحث.. لإيجاد العلاقة بين السروال وبين النضال السياسي والعسكري للقوة الضاربة.