تمغربيت:
غابت الجزائر عن الاجتماع التشاوري الذي عقدته المملكة العربية السعودية، لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.. إلى جانب مصر والأردن والعراق.. وذلك من أجل تدارس عودة النظام السوري إلى كنف جامعة الدول العربية.
ورغم أن الجزائر تشغل الآن مهام الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية، بعد استضافتها النسخة السابقة، إلا أن هذا الأمر لم يشفع لها كي تحضر هذا الاجتماع والذي اعتبره بعض المراقبين إقصاء واضحا من قبل الرياض.
وكان سبب تعليق جامعة الدول العربية، عضوية النظام السوري راجع إلى طريقة تعامل بشار الأسد مع الاحتجاجات المطالبة برحيله منذ سنة 2011.. وما تبعها من حرب أهلية دامت نحو عقد من الزمن مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة.
وقد أولت بعض المنابر الإعلامية استثناء الجزائر من حضور الاجتماع.. بأنه راجع إلى اختلاف وجهات النظر بين البلدين في معالجة الملفات الإقليمية، خاصة أن السعودية تساند المملكة المغربية في قضية وحدته الترابية.
وقد، أشارت صحيفة “TSA” الجزائرية، نقلا عن مصادرها الحكومية، إلى أن النجاحات الدبلوماسية التي حققتها السعودية في تدبير الملف الإيراني.. دفعها إلى “الانفراد” بالملف السوري أيضا، ومن ثم، عدم إطلاع الرئاسة الجزائرية لجامعة الدول العربية على حيثيات المفاوضات.
إلا أن بعض الاكادميين المتخصصين في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.. أرجعوا هذا الغياب إلى كون النظام العسكري الجزائري يعيش عزلة إقليمية، خاصة من طرف الدول القيادية بالمنطقة بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي.. والدليل على ذلك غياب الملوك والرؤساء على القمة العربية السابقة التي عقدت بالجزائر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الضعف السياسي الجزائري بات جليا لدى جميع الفاعلين السياسيين بالمنطقة.. بحيث فشلت في استثمار العلاقات التي تجمعها بسوريا وإيران لاستباق عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.