تمغربيت:
لولا أن البعض عاصر حياة الرئيس الجزائري الأسبق محمد ابراهيم بوخروبة (الملقب بهواري بومدين).. لقلنا أنه مجرد أسطورة تناقلتها الألسن الجزائرية كما تناقلت أسطورة الثورة وملايين الشهداء وحرب الرمال والدولة العظمى التي كانت أول كيان سياسي يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية.
إن دراسة حالة محمد بوخروبة هي انعكاس مباشر لحالة الفقر الحضاري والتاريخي والهوياتي لجغرافيا الجزائر. على اعتبار أن الرئيس الجزائري الأسبق لم يكن يملك أية مشروعية تاريخية أو جهادية أو سياسية.. وتسلق إلى عرش الجزائر باستعمال أساليب المداراة والخديعة والمكر بعيدا عن الكاريزما القيادية التي يحاول ترويجها بعض البوخروبيين.
لقد كان بومدين شخصية طيّعة ومطيعة دفعت بوصوف وبن طوبال إلى ترشيحه ليكون على رأس هيئة الأركان الجزائرية.. وذلك بشهادة الرائد عز الدين (رابح زيراري)، وذلك بالرغم أن بومدين لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاستعمار الفرنسي.. ولا قتل فرنسيا واحدا ولا شارك في معركة واحدة في جبال الجزائر.. وكيف يقوم بهكذا عمل عسكري وفي رصيده ثلاثة أشهر فقط من التداريب العسكرية اليتيمة التي قام بها في مصر!!!!
ويبدو أن ما قام به عبد الحفيظ بوصوف رئيس المالك (وزارة التسليح والاتصالات العامة) من اغتيال لجميع رموز النضال الجزائري (عبان رمضان وغيرهم الكثير).. قد ساهم في فسح المجال أمام بومدين للانفراد بقيادة الجيش الجزائري منذ سنة 1960م (قبل تأسيس الجزائر بسنتين). كما ساعدت شخصية بومدين المرنة وتحالفه اللامشروط مع دوغول في كسب دعم الإليزي له، خاصة بعد تمديد اتفاق التجارب النووية في الصحراء الشرقية المغربية المحتلة لمرتين.
إن نجاح بومدين في ترسيخ ديكتاتورية عسكرية في الجزائر، ساهم فيه “صباط فرنسا” من دفعة لاكوسط.. والذين ستكون لهم الكلمة العليا في رسم السياسة الجزائرية.. إلى اليوم.. يتبع