تمغربيت:
* توطئة
بتاريخ: 06 نوفمبر 2022، وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خطابا ساميا إلى الشعب المغربي.. بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء.
خطاب جاء في سياق محلي وإقليمي ودولي وجب استحضاره.. سياق ما بعد انتصار واقعة الكركرات بتاريخ 13 نوفمبر 2021 – سياق ما بعد اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء.. واعتراف إسبانيا المستعمر القديم للصحراء الغربية المغربية.. وكذا دول أوربية ولاتينية وافتتاح 30 تمثيلية قنصلية بالأقاليم الجنوبية منها إفريقية ومنها عربية الخ.. سياق ما بعد تبني وترسيخ أممي منذ 2007 للمقترح المغربي المتسم بالصدقية والواقعية والبراغماتية القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
* نص الجزء/1 من الخطاب الملكي السامي :
” الحمد لله، والصلاة والسلام علی مولانا رسول الله وآله وصحبه.
* شعبي العزيز،
يأتي تخليد الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، في مرحلة حاسمة، في مسار ترسيخ مغربية الصحراء.
وإذا كانت هذه الملحمة الخالدة، قد مكنت من تحرير الأرض، فإن المسيرات المتواصلة التي نقودها.. تهدف إلى تكريم المواطن المغربي، خاصة في هذه المناطق العزيزة علينا.
ومن هنا، فإن توجهنا في الدفاع عن مغربية الصحراء، يرتكز على منظور متكامل.. يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.
وفي هذا الإطار، يندرج البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي تم توقيعه تحت رئاستنا، في العيون في نونبر 2015، والداخلة في فبراير 2016.
* شعبي العزيز،
يتعلق الأمر ببرنامج تنموي مندمج، بغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، ويهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية.
وهو برنامج طموح، يستجيب لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية؛ وتتحمل السلطات المحلية والمنتخبة، مسؤولية الإشراف على تنزيل مشاريعه.
واليوم، وبعد مرور حوالي سبع سنوات على إطلاقه، فإننا نثمن النتائج الإيجابية، التي تم تحقيقها، حيث بلغت نسبة الالتزام حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص له.
فقد تم إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال.
كما تم الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة.
وسيتم الشروع قريبا، في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية، تم إنجاز مجموعة من المشاريع، في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة.
وفي المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة.
وتعرف معظم المشاريع المبرمجة، في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير، نسبة إنجاز متقدمة.
وقد شهد المجال الاجتماعي والثقافي، عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.
وفي هذا السياق، المطبوع بروح المسؤولية الوطنية، ندعو القطاع الخاص، إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي.
كما ندعو لفتح آفاق جديدة، أمام الدينامية التنموية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، لا سيما في القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة.
* من الأرشيف :
سلسلة جديدة تنضاف إلى مسلسلات اخرى تاريخية وسياسية وفكرية وثقافية.. تهدف إلى ربط الماضي بالحاضر مع استشراف المستقبل.. واستحضار المنعطفات التي غيرت وجه المملكة الشريفة.. قصد التذكير بها وترسيخها في تصور ووعي المواطن المغربي ليربط بين خيوطها ويراكم تجاربها..