تمغربيت:
* ملف الصحراء بين الأصل والطارئ
لا شك أن ملف الصحراء الغربية المغربية قد طُوي منذ سنة 1975م.. كملف استعمار إسباني من جهة، وملف استكمال استقلال مغربي من جهة أخرى.. وما استمرار نقاشه على مستوى الأمم المتحدة سوى لارتباطه بما طرأ عليه من تدخل أطراف جعلت منه ملف نزاع وتجاذب إقليمي.
فإن كان الملف في أصله (استعمار تَمّ ازاحته واستقلال تم نيْله).. فما بعد 1975م نعتبره ملفا طارئا عليه ليس إلا.. تعاملت معه المملكة الشريفة والحكيم الراحل الحسن الثاني.. بكل روح دبلوماسية تماشيا مع الشرعية الدولية والمنتظم الدولي لا غير..
وبالتالي فالملف على المستوى الأممي، يناقش ما طرأ من الآثار وما تبقى من هذا النزاع المفتعل لما بعد الملف الأصلي اي ملف ما بعد استقلال الساقية الحمراء وواد الذهب..
فالمغرب انتهى من ملف وموضوع الاستعمار لكنه اشتغل ويشتغل منذ ذلك الوقت على الأمور والآثار الجانبية التي جاءت من بعد هذا الحدث والمعطى.
*انتصار الديبلوماسية المغربية
علينا الاعتراف أيضا، أن الدبلوماسية المغربية اشتغلت كثيرا طيلة هذه المدة.. وأنجزت الكثير من المكتسبات في هذا الجانب من الملف من قبيل: كسب اعتراف قوى عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا الشاهدة على الاستعمار و10 دول أوربية – اعتراف أكثر من 80% من دول العالم بمغربية الصحراء.. استقبال أكثر من 30 قنصلية بالعيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية.. إزاحة ومحو المقترح الانفصالي القديم والقاضي بالقيام بالاستفتاء نهائيا، فلم تعد الأمم المتحدة تشير إليه تماما منذ 2007.. تثبيت المقترح المغربي منذ 2007 كمقترح وحيد واقعي وبراغماتي والأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع.. مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة والحكم والسلطة المغربية..
والمغرب إذ يستمر في هذا الاتجاه والتوجه في صراعه الطويل ضد أعداء الوحدة الترابية.. فلأن هناك أطرافا تشتغل على هذا الملف، من زاوية عدائها القديم الجديد ضد كل ما هو مغربي.. شئنا أم أبينا، بغبنا وْلّا كرهنا، أمر فُرض وقدِّر علينا.. وبالتالي تعامل المغرب مع هذا الملف والاشتغال عليه على هذا المستوى ضرورة وواجب، على دبلوماسيته الناجحة الاستمرار فيه بنفس الدينامية والنشاط؛ تماشيا مع قوانين العلاقات الدولية والمنتظم الدولي والشرعية الدولية..
والمغرب إذ يستمر في هذا الاتجاه والتوجه، فقد شرع فعلا وحقيقة على أرض الواقع (ماشي فالمواقع)، بإنزال مشروع الحكم الذاتي عبر العمل على تطبيق «الجهوية الموسعة/المتقدمة». وإطلاق مشاريع عملاقة بمدن الجنوب..