تمغربيت:
بالمركب الرياضي محمد الخامس (ستاد دونور)، جرت ليلة أمس مبارتان رائعتان: مباراة على البساط الأخضر بين فريق وداد الأمة.. وفريق شبيبة القبايل، ومباراة ثانية على المدرجات. أما فريق القبايل الذي انتصر في الذهاب بهدف نظيف، فقد تعثر الليلة في الإياب.. فانهزم بنتيجة ثقيلة بثلاثية نظيفة. ولولا العارضة لكانت رباعية.
واما فربق وداد الأمة، فقد لعب بصفته حامل اللقب مدافعا عنه. وقد وجد ذاته وهويته مع المدرب الجديد “غاريدو” بعد الانفصال عن المدرب الكارثة الأسبق.. الوداد كان جيدا من جميع النواحي أداء ونتيجة تكتيكيا وتقنيا وفنيا.
مباراة المدرجات..
وأما المباراة الثانية، فقد خاضها -في المدرجات- جمهور الوداد العالمي، الأحمر وبوحمرون. جمهور ذكي ومتحضر، رد الصاع صاعين في وجه من يهمهم الأمر شرق الحدود المغربية هووك.. الذين تعمدوا طمس الراية المغربية في مباراة الذهاب؛ في سلوك غريب وبئيس غاية البؤس. فأرغمهم وداد الأمة برفع الراية المغربية أو إزالة الراية الجزائرية هي أيضا. فما كان على “البؤساء – les misérables” إلا أن ازالوا الراية الجزائرية، راية الشوووهااضا كما يرددون، في عقر الجزائر، في إهانة ما بعدها إهانة.. مفضلين هذا العمل المشين واللا أخلاقي على أن ترفع راية المغرب بالجزائر، وكأن المغرب هو فرنسا الكولونيالية التي احتلتهم واهانتهم 132 سنة..
نظام لا يقدر على شيء أمام المملكة الشريفة فلا يستطيع رؤية راية المغرب في الجزائر ولا أن يُذكر اسم المغرب على قنواته الإعلامية أو أن يُكتب مجرد اسمم المغرب على صفحات إعلامه.. ومن يفعل منهم ذلك يَلْقَ عقابا وِفاقا بإقالة وطرد فوري كما حصل للعديد من مدراء قنوات تلفزية وإذاعية وصحفية.
جمهور الوداد أرسل إلى عسكر الجزائر برسالة مادية رسمها وعرضها على المدرجات على شكل لوحة لخريطة المغرب بالكامل، تتوسط رايتين كبيرتين.
المغرب بصحرائه التي استرجعها ودخلها وأنجز التنمية بها ودافع عنها، واقعا على الأرض منذ 1975م.. بينما حفنة المغرر بهم والمرتزقة الأفارقة مازالوا يعيشون في جمهوربة تندوف بين الحر والعجاج والخيام والبؤس، يمنون النفس بالرجوع يوما إلى “أرض الميعاد” بعد قرابة نصف قرن من الأحلام والأوهام.
بعض من جمهور الJSK أيضا أرسل برسالة من المغرب إلى حكام الحظيرة، عبر رفعهم لراية لِفِدرالية القبايل وحكومة المنفى ورئيسها فرحات مهني، فك الله أسرهم وأنعم عليهم بالانفصال أو الاستقلال أو الحكم الذاتي.
جمهور بوحمرون رفع double تيفو ماشي واحد. عبر لوحتين ولا أروع شكلا ومضمونا.
*الرسالة وصلت لكل من يهمهم الأمر؛
تيفو: أحمر كالدماء؛
وتيفو: علمنا في السماء
في ليلة الانتصارات هذه، تم تكريم خاص من جمهور الوداد العالمي لبطلة العالم للملاكمة النسوية خديجة المرضي. أول بطلة إفريقية وعربية تحوز على بطولة العالم والميدالية الذهبية. مقابل العزاء مع الملاكمين أو الملاكمات ومع إيمان أو أيمن في بلاد هوك التي لم تعد تنتج سوى الرداءة والمهازل والفضائح.
يتعلق الأمر إذا، بانتصار رياضي وانتصار حضاري وثقافي لشعب يمتلك ثقافة وحضارة وهوية وتاريخا عريقا، راكم تجارب قرون في كنف أمة موحدة ودولة أمة وصفت عبر التاريخ بالمملكة الشريفة وبلد الأولياء والشرفاء.
كما يتعلق الأمر بإخفاق آخر أيضا لنظام عسكري وظيفي مازال يبحث عن الشرعية والمشروعية، لم يعد ينتج و يكرس سوى للرداءة والأطروحات الكولونيالية العنصرية المفرقة للشعوب.