تمغربيت:
مثلي مثل يا أيها الناس.. استفقت آخر هذا الاسبوع على زغاريد وصياح ونواح على وزن نباح، آت من بلاد هوووك. فدفعني الفضول لأتحسس ما يجري وبأي موضوع يتعلق هذا العويل.. وجدت أن المغرب، حسب جار السوء، يفعل المستحيل لكي لا يذاع غسيل القصر والملك وسمعة العاهل المغربي ووو ..
ذلك أن إحدى القنوات الدولية الألمانية العريقة والواسعة الانتشار، ويتعلق الأمر بقناة دوتشي فيلي DW، تذيع Promo لوثائقي بعنوان (الملك محمد السادس – الملك ذو الوجهين).. ومثلي مثل يا أيها الناس استفزني العنوان؛ وأوْجَس في نفسي خِيفَة.. فالعنوان يبطن لا شك ظاهرا جميلا لهذا الملك وباطنا رهيبا، وواجهة براقة لهذا النظام وعمقا وواقعا بئيسا للمجتمع.
فما كان علي إلا أن تصفحت أولا موقع DW باعتباره الجهة والمصدر طبعا.. وفعلا وجدت تقديما مختصرا على شكل تلخيص مبسط و Promo كتابي، لجذب المتابع.. ولو أن المبردعين النابحين أصحاب الأصابع الزرقاء فعلوا ما فعلته وفعله أي باحث عاقل ينتمي إلى الإنسان العاقل homosapien، (لكنهم خلقوا قبل الهوموسابيان بل وقبل آدم عليه السلام).. لما صاحوا ولا ناحوا ولا زغردوا.. ولتريثوا إلى حين نشر الفيلم الوثائقي؛ ذلك لأن هذه المقدمة تلخص بأمانة ما سوف يشاهده المتابع.. وهذه المقدمة مختلفة تماما عما يوحي به العنوان المخادع.
* للأمانة هذا عرض المقدمة كما هي
هل ملك المغرب محمد السادس سياسي إصلاحي؟ يسلط هذا الفيلم الضوء على فترة حكم محمد السادس، وعلى بلد حقق إنجازات عدة، لكن قسما من مواطنيه لا يزال يعيش في ظروف صعبة.
توجد في المغرب واحدة من أقدم السلالات الملكية في العالم وملك يمتلك كل السلطات تقريبًا في يده: إنه محمد السادس.. يقدم الفيلم الوثائقي صورة لرجل تمت تهيئته منذ صغره كي يصبح ملك المغرب.
بعد وفاة والده الحسن الثاني خلفه ولي عهده الأمير محمد السادس عام 1999 الذي شكل أملا لكثير من المغاربة.. في السنوات الأولى من حكمه قام بإصلاح قانون الأسرة ليصبح أكثر ليبرالية وأعطى المرأة المزيد من الحقوق كما أطلق الملك العديد من مشاريع البنية التحتية.. وعندما وصل الربيع العربي إلى المغرب عام 2011 قام محمد السادس بتحديث الدستور.. ومع ذلك لم تكن هذه الإصلاحات ديمقراطية بالمعنى الكامل. يقدم هذا الفيلم الوثائقي إجابات لأسئلة مهمة حول فترة حكمه التي دخلت عقدها الثالث. .
* مواعيد البث DW عربية ثم ماذا بعد So What ؟
و جاء وقت العرض، فكان أن تطرق الفيلم الوثائقي لسيرة ومسيرة ملك هُيِّئَ منذ البدء ليكون ملكا: فتطرق الوثائقي لتربيته.. لتعليمه.. لتسلمه عرش أسلافه.. للإنجازات والإصلاحات التي باشرها في عديد من القطاعات والمجالات من بينها مجال الأسرة والمرأة ودمقرطة المجتمع والتنمية والقفزة الاقتصادية وتطور البنية التحتية ووو وكيف جنَّب العاهل المغربي المملكة من فوضى وزلزال ما يسمى بالربيع العربي الذي اكتوت به جل إن لم نقل كل الانظمة والدول العربية.. فكانت فرصة لتطوير الدستور المغربي تماشيا مع السياق الإقليمي والدولي، وفرصة لمنح مزيد من الحقوق والحريات للصحافة والنقابات والأحزاب السياسية، فكان أن صعد الإسلاميون بكل سلاسة لتكوين الحكومة في عهدتين متتاليتين (دون اللجوء إلى عشرية سوداء ولا إلى ذبح ربع مليون مواطن كما وقع في بلاد هوك)..
كما تطرق أيضا لما يمكن أن يراه كل صحفي من نقائص في هذا الجانب أو ذلك تتعلق بهذه الإصلاحات مثل الديمقراطية التي تحتاج إلى مزيد من التطور أو النقائص التي مازال المجتمع المغربي يعاني منها مثل الفقر مثلا، إلخ..
وبعد عرض الفيلم.. خيم صمت رهيب يشبه صمت القبور في الجزائر وتحديدا في تجمعات وحلقات النابحين الافتراضية الغير واقعية.. وخاب ظنهم.. أو لنقل خيبت DW أمالهم وأحلامهم.. ونغصت عليهم صومهم ونهارهم وليلهم.. خصوصا أنهم لم يناموا منذ انتصار المنتخب المغربي على البرازيل المصنفة الاولى عالميا..