تمغربيت:
* تقديم
استقبلت قناة أسعد الشرعي، د. عبد الحق الصنايبي، للتحاور والنبش فيما يعرضه أسبوعيا على قناته ببرنامجه الفريد: “الثقة فالوثيقة”.
وحول سؤال وطرح أسعد الشرعي بخصوص الدولة الأمة، والتاريخ العريق.. الذي ميّز والتصق بالإمبراطورية والمملكة المغربية الشريفة من جهة.. واللا أمة واللا دولة واللا تاريخ التي ميزت والتصقت بجغرافيا الجزائر في الجهة المقابلة.. قال د. عبد الحق الصنايبي:
* الجزائر “شبه دولة” لا ترقى لمستوى “دولة”
يعتبر د.الصنايبي الجزائر “شبه دولة” لم ترتق بعدُ إلى مستوى “دولة” بالمفهوم الاجتماع السياسي.. الذي يحدد تعريف ومعنى الدولة الوطنية الحديثة بشروطها الخمسة: ثلاث عناصر أساسية مكونة للدولة وهي.. الشعب – الإقليم – السلطة السياسية المنظمة. ينضاف إليها عنصران ثانويان وهما: السيادة والاعتراف الدولي. وبالتالي، مع غياب وتغييب الشعب الجزائري عن منظومة صياغة القرار السياسي من طرف التظام العسكري.. يسقط عنصرا أساسيا من العناصر المادية المكونة للدولة. لذلك ننعت الجزائر بشبه دولة، بل لا يرقى تصنيفها حتى لمستوى “نظام” بل لا ترقى البنية السلوكية للنظام الجزائري حتى لمستوى “تنظيم”.. حتى لا نقول “عصابة” بالمعنى الصريح للكلمة.
* في التاريخ أيضا، لم تكن الجزائر دولة.
وقبل 1515م. تاريخ دخول واحتلال القراصنة الأتراك للجزائر، لم تكن هناك لا دولة ولا حكومة. والإحالة هنا على مدينة الجزائر وليس بلد الجزائر الحالية.. التي احتلها الأتراك، فكانت نقطة انطلاق للتوسع في أجزاء من شمال “جزائر اليوم” لتصبح تابعة لأملاك تركيا العثمانية. والتي ورثتها عنها فرنسا الاستيطانية (1830م) وجعلتها من “ممتلكاتها الفرنسية”.. ثم استمرت فرنسا بعدها بالتوسع بِضَم ما يسمى اليوم بالصحراء الجزائرية ابتداء من 1848م.. على حساب أراضي مغربية (الصحراء الشرقية) وتونسية (صحراء تونس) وليبية (صحراء حاسي مسعود).
مذكرات المحتل..
الدكتور الصنايبي يحيلنا على مذكرات خير الدين بارباروس (1) الذي دخل أول ما دخل إلى منطقة جيجل قبل أن يستدعيه الأهالي بمنطقة أو مدينة الجزائر ليصير حاكما عليهم. كان ذلك زمن المدعو سليم التومي.
يقوم صاحب المذكرات بمقارنة صادمة تبرز المفارقة والبون الشاسع بين تاريخ وحضارة المملكة الشريفة ولا تاريخ الجزائر، حيث يقول ص.113:
(قبل قدومنا، (2) كانت عادة الأهالي (3) عندما يرون الكفار يتفرقون كأسراب الطير في السماء.. فمنذ أكثر من 100 سنة، لم يكن في الجزائر دولة ولا حكومة)
* بالمقابل ماذا يقول بارباروس عن المغرب؟
بعدما ذكر صاحب المذكرات، انعدام وجود دولة وأمة بجغرافيا الجزائر. ينتقل الى التاريخ والدولة والأمة والسلاطين بالمملكة الشريفة بنفس الصفحة. ص.113 مضيفا:
(في هذا الوقت كان سلطان المغرب يُعتبَر أكبر ملوك العرب في إفريقيا.. كنت أعتقد بأنه ما لم يتم إخضاع سلطان المغرب.. فإنه من المستحيل بسط سيطرة الأتراك على إفريقيا.. وذات يوم طلبت حضور عدد من الأمراء العرب إلى الجزائر.. -أمراء محليين من قبيل تلمسان وقسنطينة وعنابة إلخ بالمناطق خارج الجزائر المدينة- وخاطبتهم قائلا: إن السلطان المعظم سليم خان الآن هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكيف تسنى لكم ان تتركوا خليفة المسلمين وسلطان العالم وتقرؤون الخطبة وتضربون النقود بإسم سلطان المغرب؟)
وهذا يعطينا لمحة عن مدى قوة الدولة المغربية..
وبالتالي برباروس يجيب على من يرددون الترهات من قبيل إمارات مراكش وفاس وليوطي وبلابلابلا التي يرددها طبيب الحيوانات ومن على شاكلته.
فصاحب المذكرات يتحدث عن المغرب وسلطان المغرب ومملكة المغرب وضرب وسك نقود المغرب الخ حتى ان المغاربة عبر التاريخ -كما هو موثق في المراجع التاريخية- لا يرضون بان يَتَسَمَّوا بغير صفة وتسمية المغاربة.
هي إذا قول وشهادة خير الدين باربادوس أول حاكم تركي احتل الجزائر تعطينا فكرة عن الفرق والفارق والبعد والبون الشاسع ببن اللا شيء هناك مقابل الإمبراطورية المغربية والمملكة الشريفة هنا.
(1) هذه المذكرات، مرجع تركي لأول حاكم تركي على مدينة الجزائر وليس دولة الجزائر. مذكرات يعتمدها المؤرخون جميعا ويعتبرها الجزائريون مرجعهم في التاريخ التركي للجزائر.
(2) قدومنا (إلى مدينة الجزائر)..
(3) لاحظ تسمية الأهالي؛ بحيث لم تكن الجزائر دولة ينسب إليها أهلها..
(1)مما جاء في حوار الدكتور الصنايبي.. المقالة ب “تمغربيت”: د.عبد الحق الصنايبي ضيفا على قناة أسعد الشرعي(1): في مفهوم الأمة والدولة الأمة…