تمغربيت:
تقرير البنك الأفريقي للتنمية BAD لسنة 2022.الخاص بترتيب وتصنيف الدول الأكثر والأقوى تصنيعا في القارة الأفريقية:
رقم: 1 جنوب افريقيا
رقم: 2 المغرب
3- مصر – 4- تونس – 5- موريس – 6- إسواتينيا – 7- السنغال – 8- نيجيريا – 9- كينيا – 10- ناميبيا.
* ملاحظات تخص المغرب
– اولى الملاحظات ان المغرب الذي كان يعتمد على الفلاحة والسياحة والفوسفاط.. أصبح ثاني بلد مصنع في أفريقيا في ظرف وجيز، متجاوزا كثيرا من الدول الغنية بالثروات. وبالتالي تجاوُزُه لجنوب أفريقيا التي تعرف تراجعا في كثير من القطاعات مسألة وقت فقط، أقصاه سنتين.
فالمغرب وصل في عهد محمد السادس إلى هكذا – مستوى صناعي منقدم جدا بفضل الخطط والإستراتيجيات المتوسطة والبعيدة، التي ينهجها المغرب منذ الراحل الحسن الثاني.. بفضل الاعتماد على الإنسان المغربي مِحورا للتنمية، بينما تبقى الثروة واسطة وداعمة للتنمية لا غير..
الاستقرار السياسي ركيزة للتنمية الاقتصادية..
وبفضل الاستقرار السياسي ايضا، الذي يعرفه المغرب منذ الاستقلال، اذا استثنينا بضعة محاولات انقلابية من طرف العسكر نجانا الله من حكمهم، وأدامهم على حكم أعداء المغرب ووحدته الترابية آمين. وبفضل ما يطلق عليه بسياسة التنوع الاقتصادي وكذا هيكلته وتدبيره بشكل عصري في إطار الحكامة الجيدة la bonne gouvernance.. من فلاحة وبناء السدود وسياسة المغرب الاخضر، إلى تدبير مجال البحار والصيد البحري ومخطط المغرب الازرق.. إلى الصناعة بأشكالها حتى أصبح المغرب رائد أفريقيا في صناعة السيارات والسيارات الكهربائية والحافلات ومجال تكنولوجيا الطائرات.
وينضاف إلى هذه المنجزات، تطور الصناعات الغذائية والصناعات التحويلية، وأيضا القفزة التي حققتها السياحة والصناعة السياحية إلى أطوار متقدمة جدا حيث يستقبل المغرب حاليا 13 مليون سائح.. إلى قطاع الخدمات والتجارة الذي يشمل البنية التحتية الطرقية واللوجيستيك والقطارات السريعة والسكك الحديدية والمطارات الدولية وسياسة الموانئ العملاقة وعالم الاتصال.
والمغرب فيما سبق جميعا يحتل مراتب عالمية والمرتبة الأولى قاريا.. ولا شك أن التقدم في المجال السياسي والحقوقي والديمقراطي الذي يعرف تقدما ملموسا يروم استقرار البلاد، له دوره في هذا التقدم العام.. ولا شك أن سياسة جلب الاستثمارات وما صاحبها من تعديل وتطوير في الترسانة القانونية المُبسِّطة للمساطر في المجالات التجارية والصناعية والخدماتية لها الدور الأساس في هكذا تنمية وتقدم.
* ماذا عن نيجيريا الغنية بالثروات؟
– نيجيريا في الرتبة 8 !.. رتبة لا تليق ببلد كبير وذو ثروة محروقات هائلة .. ولعل الدرس المستخلص من نيجيريا؛ هو ان الثروة لا نصنع تنمية وتقدما، بل هي دافعة للتنمية والتطور فقط. كما أن اللا استقرار السياسي لا بد ان تكون نتيجته الفشل .. كما ان أنظمة الانقلابات والعسكر لا يرجى منها خيرا. ذلك أن الجيش مكانه الثكنات والحدود لا الحكومات والقصور. ذلك ان زمن نبجيريا الانقلابات والعسكر كان سببا في تخلف هذا البلد الغني عن ركب التطور.
ثم إن التنظيمات الإرهابية – الماركسية سابقا – والسلفية الجهادية حاليا – لا يمكن إلا اعتبارها معاول هدم، بعيدا عن (مثالية التنظير الماركسي، وسمو النظام أو الدين الإسلامي الذي تنتمي إليه ظلما وباطلا هاته التنظيمات من دواعش وقواعد وأخواتهما، تماما كما سبقها تاريخيا انتماء الخوارح والباطنية لهذا الدين الحنيف)
* الجزائر إلى أين؟
– اما الجزائر بنفطها وغازها وحديدها والتي تتجاوز مداخيلها ما لدى دول خليجية، يعيش شعبها على نغمات الفقر والزلط، والطوابير على أبسط المواد الغذائية الأساسية طول السنة.. وعلى وتر انقطاع الماء والكهرباء منذ ثمانينيات القرن الماضي. ناهيك عن هروب شبابها عبر قوارب الموت إلى أوربا بالآلاف المؤلفة! .. فهذه القارة والقوة الضاربة (في الحيط) لا توجد ضمن TOP 5 ولا حتى ضمن العشرة الكبار بالقارة !!! عجبا.
– والأمر لا شك راجع لأزمة هيكلية تشمل جميع القطاعات وجميع المستويات.. فمنذ 1988 لم تعرف الجزائر استقرارا على المستوى السياسي .. والبلد يحكمه نظام عسكري عاجز عن حسن تدبير وتسيير المؤسسات المدنية للدولة. كما أن صراعها المفتعل ضد المغرب وجميع الجيران تقريبا، جعلها في عزلة وحرم اقتصادها وتجارتها من اي تطور وتنافسية.. إضافة إلى احتضان هذا النظام لحركة انفصالية جعلت الجزائر تعيش شبه حالة حرب وشبه اقتصاد حرب، حالات امتصت مداخيل خزينة الدولة ومداخيل المحروقات كلها لصالح هذه الحرب المفتعلة.. إضافة الى فساد الطغمة العسكرية الحاكمة التي تنهب نسبة العمولات بملايير $ عبر عمليات شراء الأسلحة عفوا الخردة، وعبر التحكم في شركات صوناطراك للمحروقات والمطارات والموانئ التابعة مباشرة للجنرالات!!! ناهيك عن انعدام تام لاقتصاد متنوع خارج المحروقات بالمرة!!! فلا وجود لقطاع فلاحة أوصناعة اوسياحة اوخدمات بالمعنى المطلوب في المجال التنموي.