تمغربيت:
عند متابعة أبواق النظام الجزائري تجدهم دائما يرددون نفس المغالطات في وسائل الإعلام الجزائرية والدولية. ويزداد الخرق اتساعا عندما يسوق مثل هاته المغالطات من يصفون أنفسهم ب “الدكاترة” و “الأكاديميين”، هذا دون ذكر موظفي وزارة الدفاع الجزائرية من أنصار الجبهة الوهمية.
ومن بين هذه المغالطات نجد:
1-أن الاتحاد الافريقي يعترف بالكيان الوهمي:
الاتحاد الإفريقي هو تنظيم مكون من دول ذات سيادة، بعض أعضائها “بعضها” يعترف بالجمهورية المزعومة، وهي دول كانت تحت النفوذ الجزائري والجنوب إفريقي. ورغم وجود الكيان الوهمي داخل المنظمة إلا أن الدول تبقى هي الممثل الأسمى في القانون الدولي ولها السيادة المطلقة على قراراتها والتي لا تتدخل فيها حتى المنظمات الإقليمية أو الدولية.
من هنا فالتوصيف الصحيح هو أن دول في الاتحاد الإفريقي تعترف بالكيان الوهمي وعددها لا يتعدى أصابع اليد.. وأما الاعتراف الدولي فيبقى رهينا بالعضوية في الأمم المتحدة وليس في الاتحادات القارية او الجهوية. كما أن قواعد القانون الدولي تمنع على باقي المنظمات الإقليمية من ممارسة اختصاصات منظمة الأمم المتحدة خاصة في مجالات السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وهنا نطرح السؤال: هل اعتراف مصر بإسرائيل يعني ان جامعة الدول العربية، التي تضم الجزائر عضوا بها، تعترف أيضا بالضرورة بإسرائيل؟ طبعا لا. الاعتراف بالدول هو اختصاص سيادي للدول والأمم المتحدة فقط.
وهل عضوية اسرائيل بالأمم المتحدة تعني ان السعودية أو الكويت تعترفان باسرائيل؟ لا. لو كانت المنظمات تتبنى النهج الذي يسوقه أبواق النظام الجزائري لكانت المنظمات الدولية آلية لنشوب حروب واختلاق دويلات بلا نهاية وهذا أمر غير ممكن.. على اعتبار أن المنظمة الأممية غايتها حفظ السلم والاستقرار وليس إشعال فتيل الحروب، وهي التي تأسست لتطويقها لا لإشعالها
2- وجود ممثل لجبهة البوليساريو لدى بعثة الأمم المتحدة هو اعتراف “بالجبهة وبجمهوريتها”:
إن جبهة البوليساريو (ومن وراءها النظام الجزائري) هي مجرد طرف في النزاع حول الصحراء المغربية.. ومن الطبيعي ان يكون لها ممثل في البعثة الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار. هذا لا يعني بتاتا أن البعثة الأممية تعترف بها وبكيانها الوهمي.. على اعتبار أن الأمم المتحدة تتعامل مع الأمر الواقع فقط وغايتها ضمان وقف إطلاق النار.. وإلا كيف لبعثة أممية أن تعترف بكيان لا يعترف به المنتظم الأممي (منظمة الامم المتحدة)؟ من يروج لهاته الاسطوانة يروج للوهم وليس للقانون الدولي.