تمغربيت:
* محاكمة في سياق مأزوم
بعيدا عن الشخصنة، وعن الأحكام المسبقة أو الأحكام القيمية، خصوصا السلبية والشاتمة منها في حق الفنان والنجم المغربي “سعد المجرد”.
نعترف للرجل بتغنيه دائما بوطنه، وثقافة وتراث مغربه، وولائه للمؤسسة الملكية، عبر “كليبات” اغانيه. ودائما ما يرفع راية المغرب في كل حفلاته المقامة في المغرب والشرق الأوسط الخ.
نرى من وجهة نظر “تمغربيت” كما أشار الدكتور في حلقته المشهورة بعنوان “الثقة فالوقيقة” ومن زاوية التوقيت (timing)، وسياق الأزمة المغربية الفرنسية.. وما لاحظه بعض المتابعين للمحاكمة، من انعدام وجود شواهد وقرائن، وكذا السرعة التي أعيدت بها المحاكمة.. تجعلنا نشتم منها رائحة الخبث النابع من فرنسا؛ “أم الخبائث”. فرنسا أجرم نظام واحتلال على وجه الأرض. في تطبيقها البائس لاستراتيجية الفرص opportunité للانتقام من كل ما هو مغربي، حتى لو تعلق الأمر بفنان.! كما هو الحال في اتخاذ فرنسا قرارها بحل “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” الذي يترأسه المغربي محمد موساوي، والذي تأسس قبل 20 سنة!!! مجلس ينتمي ويمثل الإسلام الوسطي والمعتدل.
للتذكير؛ قبل شهر أبان المغرب على ندية لا يمتلكها الجيران ولا المحيط الاقليمي تجاه فرنسا، حينما قام المغرب رغم تدخلات فرنسية عديدة بتسليم المدعو سيباستيان راؤول Sébastien Raoult إلى السلطات القضائية الأمريكية، المتهم بانتمائه لشبكة دولية في مجال الإجرام السيبراني، والمتابع من طرف جهاز الأمن الفدرالي الأمريكي ال FBI والذي يواجه 116سنة سجنا. الأمر الذي اغضب السلطات الفرنسية جراء ما اعتبرته نوعا من الإهانة اتجاه فرنسا التي لا يُرد لها طلب، خصوصا من أشباه الدول وأشباه الأنظمة مثل القوة الجزائرية الضاربة وتونس وغيرهما.
* ندية في العلاقات المغربية الغرنسية
الأمر يدعونا للحديث عن الأزمة المغربية-الفرنسية. فمغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس كما قال السيد ناصر بوريطة وزير الدبلوماسية المغربية. والمغرب أصبح زعيما أفريقيا كما صرحت السفارة الأمريكية بالرباط. وللمغرب من الآليات والوسائل ما يمكنه أن يوجع فرنسا كما قال د.عبد الحق الصنايبي.
وهذه المواقف الفرنسية المتخبطة والعدوانية ضد المملكة الشريفة لا يمكن فهمها الا باعتبارها ردود أفعال على ما تحس به وتلمسه من سحب المغرب للبساط من تحت أرجلها في أفريقيا عموما وغربها تحديدا.
العلاقات الفرنسبة المغربية والعلاقات الفرنسبة مع بعض الدول الإفريقية، تمر بفترة انتقالية ومنعطف تاريخي يتسم بالفتور والتصادم احيانا.. فالمغرب استوعب (الدكتور الصنايبي مضيفا) مثلما استوعبت بعض دول غرب افريقيا نفس التوجه التحرري المستقل الجديد، وسِمتُه الانسلاخ من التبعية لفرنسا والحماية الفرنسية. دول على رأسها المغرب ومن قبلُ رواندا ومالي والآن الغابون وغينيا ومؤخرا كينيا ..
فرنسا اصبحت منزعجة جدا من التقارب المغربي الأمريكي والتقارب المغربي الاسرائيلي.. حتى انها (ان صحت الأخبار الواردة من الصحافة الاسبانية) تحاول توجيه السياسة المغربية مع إسرائيل، بدفعه لإيقاف التعاون العسكري بينهما؛ والاقتصار على العلاقات التجارية والاقتصادية فقط.. مقابل توسطها لحل النزاعات بين المغرب والجزائر !
ويمكننا الجزم ايضا أن هكذا تقارب عسكري يزعج ويقلق مضجع بلاد هوك التي لم تجد بُدا من الاستنجاد بفرنسا رأس الافعى وأم الخبائث دون جدوى. لكن هيهات هيهات. فالتحالفات الجديدة والتي يتواجد وسطها المغرب الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية – بريطانيا – وإسرائيل. تجاوزت فرنسا وعزلت الجزائر ورمت بوهم اسمه المغرب الكبير وراء الظهر.