تمغربيت:
* بداية سلسلة جديدة مزلزلة من”الثقة فالوثيقة”
– هي محطة جديدة ضمن سلسلة حلقات متجددة (مرتين كل اسبوع) للدكتور عبد الحق الصنايبي وبرنامجه المتميز والخاص به: (الثقة فالوثيقة) (1)
في هذه اللقاءات، سيتدارس الد.الصنايبي بالتحليل والنقد كتاب: محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث (بداية الاحتلال).. كتاب يتطرق للفترة الانتقالية من العهد العثماني إلى العهد الفرنسي.. لمؤلفه ابو القاسم سعد الله؛ الملقب في الجزائر بشيخ المؤرخين (كبيرهم الذي علمهم السحر). فهو صاحب كتابة التاريخ المزور على مقاس الكابرانات، وصاحب النظرية القائلة بأن الجزائر كانت تشكل دولة! وانها كانت لديها علاقات دبلوماسية واتفاقيات مع الدول والإمبراطوريات الأخرى! وذلك بنسبة وجعل كل ما هو تركي عثماني جزائريا!
فالدكتور الصنايبي في هذه المحطة.. وبمنهج نقدي علمي أكاديمي – يقرأ ويدرس ويبحث في محاضرات هذا المؤرخ بل شيخ المؤرخين لكشف التزوير الممنهج والمتعمد لتاريخ الجزائر الحديث.
* لا منهجية علمية لدى المؤلف،ولا مؤرخين بالجزائر..
– الكاتب المؤرخ يعترف بأن الكتابات حول الثورة الجزائرية منعدمة.. لا تساعد الباحثين، فلا وجود لمراجع ومصادر وكتابات عربية تبحث فيما يسمى الثورة الجزائرية!
– (وقد تعرضت في كتابي “الحركة الوطنية الجزائرية” إلى بعض مظاهر هذه الفترة الانتقالية ولكنه تعرض مقتضب.. ثم حملني تدريس نفس الفترة لطلابي في جامعة على زيادة البحث. ولكن المشكلة الرئيسية كانت هي المراجع بالعربية أو التي تمثل وجهة النظر الجزائرية.. وقد حمل الفرنسيون معهم أهم الوثائق عندما تأكدوا من استقلال الجزائر وأصبح من العسير الاستفادة منها الأن…) ص 9.. إذا شيخ المؤرخين يعترف أنه من العسير التوفر على المراجع والوثائق الفرنسية، مع انعدام وجود مراجع بالعربية!!.. فمن أين أتيتم بتاريخكم المزعوم؟ والسؤال موجه لأمثال دومير (البيطري أوطبيب الحيوان) الذي أصبح في”بلاد الضياع” وبقدرة قادر مؤرخا رسميا للجزائر !!
– ايضا؛ د. الصنايبي ينتقد بشدة منهج هذا الشيخ الغير علمي (او لا منهجيته في البحث) أثناء تناوله لمباحث دراسته، حيث لا يشير ولا يحيل على أي وثيقة أو مصدر أو مرجع.. وإن فعل أحيانا فهو يحيل القارئ على مقالاته هو بمجلة الجيش (مجلة الكابرانات) !!! عجبا! أو غيرها؛ اي يحيل كلامه على كلامه!! وهذا لعمري نسف لأبسط أبجديات البحث العلمي الأكاديمي والتوثيق التاريخي.
– لكن يحسب “للشيخ” أنه يقول ويعترف في إحدى لقاءاته المتلفزة بقناة جزائرية، بأنه لم يكن هناك توثيق يخص ما يسمى بالثورة الجزائرية وان الجزائريون يتخوفون من التاريخ وقراءة ودراسة التاريخ، لأنه يشعرهم بالإحباط بل بالإهانة!!! كما يعترف على لسان اخد المستشرقين الفرنسيين (بيريس Pires) بأن للمغرب مؤرخين أمثال الناصري ولتونس مؤرخين أيضا (كتبوا تاريخهم) بينما الجزائر ليس لديها مؤرخين!!
* لا وجود مادي وسياسي لجزائر ماقبل 1830م. قبل دخول فرنسا..
-يقول الكاتب: (نقول أن ما وقع سنة 1830 في الجزائر ليس احتلال فرنسا للجزائر هكذا، بل هو احتلال “العصر الحديث” “للعصر الوسيط”، أو احتلال التقدم للتخلف) ص.6-5.. فيقرر بأن بداية التأريخ الحديث للجزائر يبدأ سنة 1830 اي بداية دخول فرنسا والإنزال بسيدي افرج؛ فما قبله كانت مجرد جغرافيات وظلام، كما يعتبر حالة جغرافيا الجزائر التابعة للأتراك العثمانيين ما قبل قدوم فرنسا، مجرد عصر وسيط أي عصر جهل وجهالة، وعصر تخلف.
– ثم يضيف: (فالصراع الطويل بين الوطنية والاستعمار قد أدى في النهاية إلى ظهور نماذج “العصر الحديث” بالمعنى الأوربي، فالمقاومة كانت تدعو إلى قيام الكيان السياسي..) ص.6 .. فالمقاومة إذا لم تكن تسعى إلى استقلال واستعادة سيادة لجزائر كان لها وجود مادي وسياسي، بل تسعى لقيام كيان سياسي جديد. كيان لم يكن موجودا في الأصل!
– يقول الكاتب: (الفترة الانتقالية من العهد العثماني إلى العهد الفرنسي في الجزائر لم تعط حقها من العناية رغم أهميتها في تطور حياة المواطن الجزائري. وقد بذل الفرنسيون جهدا خاصا في دراسة العهد الفرنسي، ولكنهم اكتفوا بوصف العهد العثماني بالتأخر، والاستبداد والغربة، وبوصف المواطن الجزائري أثناءه بالخضوع والقدرية والضياع) ص.9 .. اعتراف من شيخ المؤرخين بحالة هذا الشعب المتصف ب “الخضوع” والقابلية للاستعمار – وب”القدرية” وان كل أمر مكتوب او مُكْتاب عليه ولا قِبَلَ له به ولا حول له ولا قوة لتغييرها – وب”الضيااااااع” بلا هوية ولا تاريخ ولا وجهة، مجرد بشر على وجه الأرض (ضائعين كما هو حالهم حاليا!)
(1) المرجو متابعة د. عبد الحق الصنايبي وحلقات “الثقة فالوثيقة” بعنوان الموقع: