تنمغربيت:
* تتشابه وتتشارك غالبية الأنظمة الجمهورية في البلاد العربية في كونها أنظمة عسكرية دكتاتورية اولا وأساسا. وبعدها لك ان تضيف ما تشاء من كونها اشتراكية وقومية وعربية وشعبية بل وحتى ديمقراطية! مع انها اعتمدت في الأساس على الحزب الواحد الأوحد أو الحزب الحاكم؛ مثل الFLN بالجزائر أو البعث بسوريا والبعث بالعراق ( بعثان متناحران تاريخيا) الخ. فالنظام الجزائري شبيه بنظام الأسد السوري، وهما شبيهان بأنظمة السودان واليمن الجنوبي الاشتراكي، والكل شبيه بنظام القدافي الليبي وهكذا.
ومصير هذه البلدان وشعوبها متشابه أيضا. تترنح بين طوابير على أبسط المواد الغذائية الأساسية، وحروب أهلية، منها ما تم تقسيمه ومنها من ينتظر، وما بدلوا تبديلا. ناهيك عن كون أنظمتها جميعا أنظمة حديدية، أهم أجهزتها هي المخابرات والجيش، وقوتها تكمن في أساليبها القمعية.
– جمهوريات وأنظمة متشابهة في الشرور. أنظمة تأسست كلها على انقلابات، وشنت جميعها حروبا ضد وعلى جيرانها. كما مارست كلها مجازر ضد شعوبها. ناهيك عن القمع السياسي وتكميم الأفواه وسحق المعارضين.. وهلم جرا. خلاصة القول انها أنظمة على شاكلة “من شر ما خلق”!
– فالنظام العراقي مثلا لم يتوانى في سحق الشيعة والسنة أيضا وحرق الأكراد بالكيماوي. نظام قرر أن يحارب إيران بالنيابة لمدة ثمان سنوات، ثم يحارب الكويت الجارة المسلمة، إلى أن وصل إلى زج البلاد والعباد منذ حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي إلى ارجاع العراق عقودا إلى الوراء، واخيرا وصل الأمر إلى تحويل العراق إلى ملحقة إيرانية خالصة الخ الخ
– السودان ايضا على مزاج حكامها وأحزابها الحاكمة باديولوجياتها، ساهموا صحبة المعارضين (إسلاميين وشيوعيين سواء) في تقسيم البلاد والعباد (سودان شمالي وأخر جنوبي) وانتقلوا من انقلاب إلى انقلاب ورجعوا بالبلاد إلى عصور التخلف.
– ليبيا القدافي أو ليبيا الزعيم الواحد الأحد، وليبيا الكتاب الأخضر، كما الجمهوريات العربية الأخرى التي تبنى على رأي رجل واحد وعقل واحد ومسؤول واحد، دخلت في الحائط فكانت النتيجة حربا أهلية وصراعا قبليا بمرجعية الجاهلية الأولى، ماقبل زمن الدولة الحديثة.
( في الجزء الثاني: مقابلة وتشابه بين نظام الجزائر ونظام سوريا)