تمغربيت:
أولا نحن معشر المسلمين نعتبر الرسول الكريم أقرب وأحب إلينا من أبنائنا وآبائنا وأزواجنا وأنفسنا.. ثانيا أعتذر عن هذه الصراحة والمكاشفة والتي يحتاجها الوضع ويستدعيها الموقف.
ويمكن القول بأن الصحيفة الفرنسية التي تسيء للرسول الكريم والتي يعف اللسان عن ذكر اسمها.. لم تكن إلى وقت قريب شيئا مذكورا على الساحة الإعلامية الفرنسية. ومن أجل نشر صورتها على أوسع نطاق قامت باستهداف رمز الامة الإسلامية ورسولها وحامل رسالتها.. فكانت ردة الفعل قوية قُوة ارتباط المسلمين بدينهم ورسولهم.
لكن بالمقابل، حققت الصحيفة الخبيثة أقوى انتشار لها في تاريخ الصحف الفرنسية.. ونجحت في إخراج مئات الملايين إلى الشوارع، ودفعت المتطرفين إلى القيام بعمليات إرهابية تسيء للإسلام والمسلمين.. وحققت الصحيفة مداخيل مالية بالمليارات. وبالمقابل لم تنجح حناجر المسلمين في لجم الصحيفة ولا في إغلاقها ولا في تصحيح خط تحريرها، وهو ما ظهر جليا في الاستفزازات الأخيرة بخصوص الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا.
فرنسا أم الخبائث.. في كل شيء
وإذا كانت فرنسا قد انحدرت إلى مدارك الحضيض، وتحولت إلى مُصدِّر لجميع أنواع الشرور وساهمت في انتشار مثل هاته الأصوات المتطرفة.. فإننا كمسلمين لا يمكن أن نساهم، عن غير قصد.. في خدمة أجندة الصحيفة، ونشر صورها والرفع من عدد المشتركين في صفحاتها. وبالتالي تمكينها من عائدات مالية لم تكن تحلم بها أية صحيفة تملك ذرة من الصرامة المهنية والأخلاق الإعلامية.
التعامل الذكي مع الإعلام الخبيث..
إن مثل هذه الهرطقات يلزمها تعامل ذكي يقابل خُبث الصحيفة بمكر وتخطيط أذكى منه.. وهنا لا يجب السقوط في الفخ الذي وضعته الصحيفة وإنما وجب علينا تفادي الحديث عنها وعن سفاسفها والتعالي عن الخوض في أطروحاتها الشيطانية.. وهو ما يجعلها تصطدم بأخطر سلاح ألا وهو “التجاهل” وبالتالي عدم استدراج الناس للحديث عنها بتاتا.. وبالتالي فشل مشاريع الاستفزاز الممنهجة.. خاصة وأن ردة الفعل السابقة لم تثني فرنسا ولا الصحيفة عن تغيير خطها وخيْطها قيد أنملة.
إن التطاول على الرسول الكريم وحتى على الذات الإلهية كان هدفا لمجموعة من الحمقى والمرضى طوال مراحل التاريخ.. والله سبحانه وتعالى ورسوله أكبر من أن تؤثر في قدسيتهم ريشة رسام أو قلم إنسان.. ولعل أكبر تكريم للرسول الحبيب هو أن نتبع خطاه ونسترشد بهديه وننضبط لتوجيهاته.. “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” صدق الله العظيم
إن الانضباط للهدي النبوي الشريف والمساهمة في تقوية الأوطان وتطوير الإنسان.. هي المقدمات الأساسية التي ستجعل العالم يخشى غضبنا ويتقي حلمنا لأننا سنمتلك مجموعة من آليات الضغط والتوجيه.. والتي تعتبر ضرورية لفرض احترام الآخر وتصحيحه سلوكه اتجاه إلهنا ورسولنا وديننا وقيمنا.