تمغربيت:
إذا كانت هناك حقيقة تاريخية يمكن تناولها في علاقة المغرب بالبلاد لي هوك.. فهي مرتبطة بالعقدة التي رسخها الملك الراحل الحسن الثاني في النفوس المريضة للساسة الجزائريين. ويبدو أن حكمة ورزانة ولياقة الحسن الثاني جعلت الجزائر تعيش على هامش الأحداث رغم بحار النفط والغاز التي تزخر بها المقاطعة الفرنسية.
ورغم العداء المرضي للمغرب وملوك المغرب، إلا أن الساسة الجزائريين كانوا يكنون توقيرا واحتراما خاصا للحسن الثاني.. وهو المعطى الذي أكده الجنرال ووزير النقل الجزائري الأسبق رشيد بن يليس في كتابه “في أروقة السلطة”.. حيث يقول بأن “الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد اقتنع، ولو متأخرا، بأن الحسن الثاني كان رجل دولة من الطراز الرفيع”.
هي شهادات من ألسن جزائرية تشهد بقيمة وقامة ملوك المغرب.. وتقطع بأن “الكيانات الحديثة” لا يمكن أن تصل إلى مصاف الإمبراطوريات، ولو امتلك كنوز الأرض كلها. ولأن التاريخ والحضارة والتراث هي قيم لا مادية تُنحث وتُبنى.. ولا تُباع.. ولا تُشترى.