تمغربيت:

قال نيفل باربر..

تطرقنا في الجزء الأول لبعض ما كتبه نيفل باربر – Neville Barber في مؤلفه Morocco حول تاريخ وجغرافيا المغرب. حيث نشر – خريطة تاريخية لحملة عقبة بن نافع «الثانية» سنة 680م «60هـ».
– وخريطة امبراطورية الموحدين سنة 1212م «608هـ».
– وكتب أن تاريخ المغرب يمتد لأكثر من ألف سنة. فقال.. (… وهو التاريخ العظيم عبر الماضي إلى أكثر من ألف سنة)
– كما ذكر أن الموحدين حكموا ما يسمى اليوم الجزائر وتونس شرقا.. وذكر استنجاد صلاح الدين بالجيش المغربي في حرب الصليبيين حيث قال: (“في عام 1189م «585هـ» حينما كانت ممتلكات الحكام المغاربة تمتد من المحيط الأطلسي إلى تونس.. ومن الصحراء إلى نهر تاجه وأبره، عمد صلاح الدين الأيوبي الشهير – وكان راغبا في حصار عكة- إلى طلب مساعدة الأسطول المغربي.”)

* رسالة توبيخ من السلطان المغربي لملك فرنسا في القرن 17..

– في هذا الجزء الثاتي نتطرق لمراسلة ذكرها المؤلف.. بين سلطان الإمبراطورية الشريفة، مولاي إسماعيل بن الشريف، إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر. مؤرخة في 1103هـ-1693م. جاء فيها:

– (أما بعد، فاعلم أنه ورد على مقامنا العلي بالله النصراني التاجر “ولد اصطبله الفونص”.. وزعم أن بيده من عندكم أمرا وتفويضا، واستظهر لنا بمكتوب على لسانكم يدل على الإذن له في الكلام.. فيما يظهر لكم لدينا من مهماتكم وأغراضكم.. ويتوسط فيما يعرض لكم بحضرتنا العلية صانها الله، فلم نشك أنه مكتوبكم واذنكم.. غير أنا لم نعتمد على قوله، ولم نسر الكلام معه في شيء من ذلك.. لكونه تاجرا وليس هو من خواص أصحابكم ولا من كبار خدامكم وأعيانكم لديكم، إذ ليس من شأن التجار الدخول في الكلام مع الملوك..)

وفي الأخير يقترح عليه ما يتوجب العمل به من الناحية الديبلوماسية فيصيف قائلا :

(فإن كان لكم غرض في الكلام بجد وخلوص نية، فابعث إلينا واحدا من كبار أصحابكم الذين يوثق بهم.. وإن أحببتم أن نوجه لكم واحدا من خيار خدامنا وكبار أهل بساطنا العلي بالله، فابعثوا لنا مركبا يحمله من عندنا ونبعثه لكم بالإذن الصحيح.).

– نستنتج إذا من خلال مضمون الرسالة السلطانية، كيف كان يتعامل سلاطين المغرب مع ملوك أوربة وكيف كانوا بؤدبونهم ويعلمونهم أساليب التعامل الدبلوماسي. حبث رفض مولاي إسماعيل مقابلة المندوب الفرنسي وأبى الكلامَ والتفاوض معه – بَلّه/ناهيك عن – الإسرار له بأي شيء يُذكَر. مع أنه مُرسل من طرف ملك فرنسا وذلك ” لكونه تاجرا وليس من كبار أصحاب ولا من خيار خدام وأعيان الملك، إذ ليس من شأن التجار الدخول في الكلام مع الملوك..)

– بعد هذا المقطع التاريخي، نرى من واجبنا وكرمنا أن نُذكِّر اصحاب ليوطي أن جدَّ جدِّه لم يكن قد ولد بعد! وان إيالة جغرافيا ما يسمى حاليا الجزائر كانت تنعم تحت استعمار تركي يحكمهم أحط القوم من القراصنة الأتراك والانكشارية!