تمغربيت:
في كل مرة يجب أن نشكر النظام الجزائري على محاولاته السطو على إحدى الممتلكات التاريخية المغربية.. حيث يدفعنا إلى النبش بين تراب المخازن وبالتالي التأكيد على البصمة المغربية لمجموعة من الألبسة والفنون والتقاليد والعادات.. وبالمقابل نفضح واقع العدم الحضاري والتاريخ لنظام “هوكلندا”.
وبخصوص واقعة الأسد الأطلسي، تبين للجميع أن هذا النوع من الأسود ارتبط اسمه بالمغرب أكثر من أية دولة أو جغرافيا أخرى.. ولذلك فإن المغرب هو الدولة الوحيدة التي حافضت على هذه السلالة، وبفضل المغرب وسلاطينه لازال زوار حديقة الحيوانات في تمارة يعاينون بأم أعينهم الأسد الأطلسي.
في هذا الصدد، كان سلاطين المغرب يثمنون تربية الأسود الأطلسية ويجتهدون في الحفاظ عليها.. بل وتم اعتبارها (على الأقل منذ حكم السلطان مولاي اسماعيل) جزء لا يتجزء من الثروة الحيوانية المغربية. ولذلك عندما فكر مولاي عبد الرحمان في إهداء هدية “مغربية” لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1834م.. لم يجد أفضل من أسد الأطلس كتعبير عن ارتباط السلالة بالمغرب وأيضا كتعبير عن قوة الإمبراطورية الشريفة.
ورغم أن الكونغرس تحفظ على هذه الهدية لأن إطعام الأسد المغربي كان سيكلف خزينة الولايات المتحدة الأمريكية.. إلا أنهم وافقوا مخافة أن يرفض السلطان المغربي تجديد اتفاقية الصداقة المغربية-الأمريكية والتي تعتبر صك الاعتراف بالشخصية القانونية الدولية لبلد العم سام.