تمغربيت:
من هدي الرسول الكريم..
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟.. فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ).. هو حديث ضعيف وقيل حسن (حسن المعنى لا الإسناد).. ومعناه أن المؤمن يمكن ان يتصف بصفات سيئة منها الجبن والبخل ووو.. لكنه لا يمكن ان يكون كذّابا. وذلك راجع لخطورة تبعات ومآلات الكذب المتكرر على مستوى العلاقات الأسرية والاجتماعية. وأكثر منها على علاقات الدول وما يمكن ان يترتب عنها من مآسي وحروب الخ.
والكذّاب لغة من غَلَب عليه الكذب، وهو أكثر من الكاذب الذي يكذب لمرة.. فالكذّآب معتاد على الكذب. والكذّاب كلمة تطلق للمبالغة والتكرار، و هذه ليست بصفة للمؤمن.
ما زلنا نتابع قراءة د. عبد الحق الصنايبي لكتاب المحلل السياسي الجزائري نوفل ابراهيم الميلي: “فرنسا-الجزائر: خمسون سنة من القصص السرية”.. ” France-Algérie : 50 ans d’histoires secrètes ( tome 1 / 1962-1992″
نتابع معه مجموعة من مناطق الظل والمحطات السرية الخطيرة التي تزيل اللثام وتسقط القناع عن عقيدة الحقد والغل الدفين.. الذي تكنه الأنظمة الجزائرية كلها منذ انفصالها واستقلالها عن فرنسا ضد المغرب والمغاربة والملكية بالمغرب. أحقاد مرتبطة بمنظومة سلطة عسكرية وبكيان مؤسساتي، وليست لصيقة بوجوه واشخاص بعينهم ( سواء كان بن بلة أو بومدين او غيرهما )
* الكذب على مستوى الدولة..
يذكر المؤلف ان بومدين أسرّ للرئيس الموريتاني المختار ولد داداه آنذاك في احد لقاءاتهما.. أن ملك المغرب الحسن الثاني طلب منه سنة 1963 منحه قاعدة تندوف من اجل الهجوم على موريتانيا؛ من أجل ضمها إلى المغرب بقوة السلاح ..
والظاهر انها كذبة على شكل نكتة بئيسة لا يصدقها الأطفال قبل الراشدين. لذلك حتى الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه لم يُعِر كلامه أي اهتمام ونفى هذا القول ولم يتحدث عنه فيما بعد.
هذا ما كان عليه بومدبن ؛ رئيس دولة، كذّآب أشِر (لا يبالي ما قال).. ولا يضرب حسابا لتبعات هكذا أكاذيب في نشوب حروب بين دول وشعوب لا تُبقي ولا تذر، لولا رحمات الله وألطافه اولا، وفطنة رئيس موريتانيا، وحكمة الحكيم الحسن الثاني.
* كذبة بومدين الثانية..
يضيف المؤلف كلاما عن حدث آخر وكذبة أخرى.. ففي لقاء بشار سنة 1975، نقل بومدين – كذبا وزورا – للرئيس الموريتاني المختار ولد داداه ان الحسن الثاني لديه اطماع توسعية في موريتانيا.. وان ملك المغرب إثر اجتماع بتلمسان جمع بينهما سنة 1970، طلب منه العون لاسترجاع موريتانيا.
– والسياق السياسي لاختلاق هكذا أكاذيب واضح جلي.. حيث مَثّل حدث استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوببة بعد المسيرة الخضراء 1975 منعطفا سياسيا وجيوسياسي على المستوى الإقليمي ومستوى التوازنات الإقليمية، لم يرق أبدا للجزائر.
لقد كان لقاء بشار فرصة لبومدين لينصح ولد داداه برفع اليد عن تنسيق موريتانيا مع المغرب بشكل عام ورفض اتفافيات مدريد بشكل خاص.
الاعتراف بموريتانيا كان محسوم سلفاً..
كما يضيف د. عبد الحق الصنايبي، أنه قبل سنة 1970 بعام اي سنة 1969 اعترف المغرب وملك المغرب الحسن الثاني رسميا بدولة موريتانيا بمناسبة استضافته لأول اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بعد عملية إحراق المسجد الأقصى. فأمر قيام واعتراف المغرب بدولة موريتانيا وسيادتها كان محسوما سلفا.