تمغربيت:
قيمة “لم الشمل” ليست شعارات يتم رفعها أو ورقة سياسية يتم التلويح بها أو مناورة خبيثة يحاول البعض الالتفاف عليها.. بل هي قيمة ثابثة تطبع الأشخاص والشعوب والأنظمة وتباركها الأقدار وتؤكدها المواقف التاريخية.
ولعل العناية الإلهية بهذا البلد الأمين جعل منه محطة للم الشمل في الأفراح والأقراح.. في الملاحم وفي المآسي. وقد شاهد العالم كيف تحولت جبال شفشاون إلى قبلة عالمية وارتفعت دعوات المسلمين والمسيحيين واليهود تلهج بالدعاء لنجاة الشهيد ريان.. فاجتمعت قلوب العالم على هذا الوطن.. وشهد العالم للمغرب بأنه الدولة التي هدمت الجبال من أجل طفل مغربي يقطن في أقاصي المغرب العميق.. فكانت أول مناسبة للم شمل البشرية جمعاء.
ثم جاءت ملحة المونديال ومع توالي المباريات لم يعد هناك حديث للعرب والعجم إلا المغرب.. وافتخر العرب بفريقهم العروبي والأفارقة بفريقهم الإفريقي والمسلمون بمنتخبهم من الساجدين.. منتخب لكرة القدم يشجعه الملايير ودخل مئات الملايين من البيوت عبر قارات العالم الخمس.. فكانت ثاني مرحلة للم الشمل العربي والإفريقي والإسلامي.
ثم تأتي مناسبة استقبال عناصر المنتخب الوطني المغربي من طرف الملك والشعب.. ليعطي المغاربة دروسا في التشجيع والتنظيم ونظافة النفس والمكان واحترام البشر والشجر والقوانين.. ليختمها ملك البلاد بتكريم الأم المغربية أولا وأبطال الكرة ثانيا.. ليجتمع شمل وقلب العالم على المغرب للمرة الثالثة، وهذه المرة منبهرا ومندهشا بتطور العمران والإنسان المغربيين، وبنقاء النفس والقلوب المغربية، جعلت أبناء هذه الأرض الطيبة يحمدون الله أن جعلهم.. “مغاربة”.