تمغربيت:
ابتليت الشعب الجزائري بطغمة عسكرية جعلت منه ومن مصلحته آخر اهتماماتها.. ولذلك عاشت الجزائر منذ انفصالها عن فرنسا على وقع تطاحنات على السلطة واغتيالات وتصفية حسابات كان فيها الشعب الضحية الأولى.. وإلى حدود اليوم لازالت المواطن الجزائري مضطرا للاستيقاظ على الساعة 5 صباحا للوقوف في طوابير طويلة قصد الحصول على “شكارة حليب”.
إن هذه الطغمة الفاسدة ما هي إلا امتداد لنمط الحكم الانكشاري والذي طبع 3 قرون من الحكم التركي للإيالة. ولعل الغريب في الأمر أن السلطنة العثمانية لم تكن ترسل إلى الجزائر إلى المجرمون الذين كانوا عالة على الدولة وبالتالي تم اعتبار إيالة الجزائر.. بمثابة المنفى الذي يستقبل المغضوبين عليهم وحثالة القوم.
وللتدليل على هذا المعطى نحيل على شهادة القنصل الأمريكي في الجزائر وليام شالر (1816-1824) حيث يقول في مذكرات “والجيش التركي في الجزائر.. يحتفظ بكيانه بتجنيد الجنود في الشرق. ومعظم الذين يقبَلون الانخراط في سلك الانكشارية من الأشرار الذين يخرجون من السجون وينتمون إلى أحط الطبقات الاجتماعية في تلك البلاد” (ص 52).
لا نستغرب إذا إذا ما تم اتهام رموز النظام الجزائري بالاتجار في المخدرات.. والاتجار في السلاح والبشر والكوكايين.. وأيضا التحالف مع المنظمات الإرهابية.. لأن النظام بطبعه إرهابي ومجرم ويمكنه الاتجار حتى في دماء الجزائريين.