تمغربيت:
الروح الرياضية..
تعتبر كلمة أو مصطلح الروح الرياضية – fair play – اقوى وأكثر التعابير المستعملة في الرياضة والحياة ايضا، والتي تحمل المعنى والدلالة على السلوك الإيجابي الأمثل عند الانتصار أو الهزيمة، وعلى المنهج المبدئي وروح الالتزام أمام الخصم المتنافس، أو امام الذات والآخر معا.
هذا السلوك الأخلاقي أصبح مثارا للنقاش أكثر، وموضع تجاذب في الإعلام العالمي زمن العولمة والرقمنة الذي أصبح للصورة فيه تأثيرا أكبر واقوى من ذي قبل. زمن تُتَناقل فيه ملايين الصور في دقائق معدودة عبر الكرة الأرضية.
لعل من مفارقات المونديال ان ذكريات كثيرة تُمحى مباشرة بعد انتهاء الحفل العالمي .. بينما تترسخ بعضها في ذاكرة المشاهدين والجماهير وشعوب العالم .. وتتناولها الصحافة العالمية بإعجاب أكثر أو انتقاد اقوى.
* صور سلبية عن منتخب الأرجنتين
لا شك ان ملايير المتابعين ترسخت في أذهانهم صور عن المنتخب الأرجنتيني الفائز باللقب والمنهزم على المستوى السلوكي .. والذي صدر عن العديد من لاعبيه، سلوكيات مشينة للغاية، سواء ضد المنتخب الهولندي مباشرة بعد نهاية المباراة، أو ما حصل بعد اعتلاء لاعبيهم منصة التتويج بكأس العالم. صور لِمشاهدَ قمة في الوضاعة والانحطاط الأخلاقي سواء صدرت عن ميسي أو حارس المرمى أو غيرهما. وممارسات لا يمكن تصنيفها إلا في باب الرداءة والانحطاط والهزيمة الأخلاقية والتربوية والثقافية.
هزيمة أخرى تطرق لها الاعلام والصحافة الأرجنتينية حيث عبرت عن غضبها الشديد إزاء فشل الاحتفالات الشعبية التي أقيمت لاستقبال المنتخب العالمي حيث عمت الفوضى والنهب والسلب ووو في إشارة إلى هزائم على مستوى سوء التنظيم الأمني وسوء الانتظام الشعبي.
* صور حضارية في حفل استقبال أسود الأطلس..
على خلاف الأرجنتين وصور انتصار بالكأس مع انهزام على مستوى السلوك !
انتشرت أخبار وصور وصول المغرب (ممثل أفريقيا والعرب) لأول مرة في التاريخ إلى المربع الذهبي .. مصحوبا بانتصار رمزي ومعنوي على المستوى السلوكي والثقافي والحضاري، تفاعلت معه شعوب العالم، خصوصا العالم العربي والإسلامي والأفريقي.
فقد أعطى لاعبوا المنتخب والجماهير المغربية المشجعة، صورا حضارية انحنى لها الجميع لعل أبرزها ؛ – الأداء الخرافي لآلاف المشجعين المغاربة للنشيد الوطني بشكل رائع .. – وصورة الجمهور النظيف – وظهور المرأة الأم والزوجة والأخت التي انحنى لها اللاعبون مقبلين رأسها ويديها ووجهها في إشارة لتلك الروح الشرقية المحافظة الحاملة لمفاهيم الأسرة والترابط العائلي وتمغربيت ووو في زمن العولمة وطمس الهويات والخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب والأمم، والتي مازال يحافظ عليها المغاربة بشكل مدهش حتى لو تعلق الأمر بالجالية المغربية بديار الغربة.. – والاستقبال الشعبي والملكي للمنتخب وامهات اللاعبين في إشارة لتناغم بين الشعب والقصر في كل المحطات الوطنية والدينية.
ولعل ابرز الرسائل التي انبهر بها الجميع هي انشغال المغرب (على المستوى الاستراتيجي) قصرا وحكومات وشعبا بالإنسان كمحور ومركز للتنمية في اي مجال أو قطاع. الإنسان بأبعاده العقلية والجسمانية والروحية والنفسية .. الإنسان الثقافي الحامل لثقافة عريقة والإنسان الحضاري الحامل لحضارة تراكمت عبر تاريخ عريق.