تمغربيت:
- في بلاد الطاهر بن جلون الكاتب الروائي والشاعر بلغة بالزاك Balzac صاحب جائزة غونكور الفرنسية عن رواية ليلة القدر lauréat du prix Goncourt – La Nuit sacrée
- في بلاد البروفيسور والفيلسوف طه عبد الرحمن أحد أعمدة المنطق على المستوى العالمي واللسانيات وفلسفة الأخلاق.. دكتوراه في الفلسفة بالسوربون والحائز مرتين على جائزة الكتاب.. وجائزة الإيسيسكو ISESCO والمتقن للفرنسية والإنجليزية والألمانية واللاتينية واليونانية القديمة.
- في بلاد عبد الله العروي المؤرخ المحاضر بالعربية والفرنسية وكذا بالجامعات الأمريكية.
وفي بلاد يتقن بونو حارس مرمى منتخب بلاده اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية ووو
الوزير المقص ولغة الإشارة..
أتحفنا وزير الدبلوماسية المغربية السيد ناصر بوريطة بمشهد قلّ ما يتكرر، في الندوة الصحفية مع نظيرته الفرنسية. مفضلا استعمال لغة الإشارة عن قصد وسبق إصرار.
المشهد يبدأ بدخول ممثلا البلدين والوقوف وراء الميكروفون. ليبادر السيد بوريطة في صمت، برفع سماعة الترجمة مشيرا بها إلى السيدة الفرنسية.. الوزيرة ظهر عليها ارتباك وكأنها لم تفهم جيدا مغزى سماعة ترجمة في بلد الطاهر بن جلون ! وبلغة الإشارة التفتت إلى السيد بوريطة وكأنها تستفسره! فيعيد عليها الحركة نفسها مؤكدا مرة ثانية ان تضع السماعة لتسمع تدخلاته عبر الترجمة ! فيبدأ صاحب المقص الملكي الندوة الصحفية باللغة العربية وهو المتقن للغات الفرنسية والإنجليزية ووو.
السيد بوريطة بعد هذا الدرس المتعمد، سيُتِم الندوة باللغة الفرنسية ولو شاء لاسترسل بالإنجليزية!
رسائل لغة الإشارة والتقديم بالعربية عديدة ؛
– لعل أبرزها يتمثل في ان لغة بالزاك يتم حاليا إدراجها بالمغرب كلغة ثالثة وراء لغة طوماس هاردي Hardy
– كما يتمثل, بعد مرور فتور في العلاقات منذ 2020.. في وضع كل بلد في حجمه الحالي بما تتطلبه النِّدية والاحترام المتبادل بعيدا عن الماضي الاستعماري أو وصاية الماضي.
– وكما يتمثل في أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس ..
تغيرت قواعد اللعبة..
يتبين إذا بأن قواعد اللعبة قد تغيرت. وان أسسا جديدة ستُبنى عليها العلاقات الجديدة مابعد الأزمة.. وجب الوعي بها واستيعابها قبل اي حوار مستقبلي سيباشره البَلدان على مستوى أعلى من هذا المستوى الوزاري.. اي بين جلالة الملوك وفخامة الرؤساء؛ بعد أن يعطيه “جلالتُه” موعدا لم يحدده بعد – قصدا -.. وهي إشارة عاينها العالم في ملعب الكرة بقطر، حين ترك “جلالتُه” ماكرون ينتظر انتهاء مكالمته مع وزيره فوزي لقجع اولا ليأتي دور “فخامتِه” لاستقبال مهاتفة الملك !
دروس في الأعراف الملكية..
كما يتمثل في أن لقاء “الجلالة مع الفخامة” لا يتم الإعلان عنه في شارع عمومي بباريس عبر اليوتيوب وإنما يتم عبر روافد البروتوكول الدبلوماسي المتعارف عليه (على الأقل في عرف المملكة الشريفة).
– كما يتمثل حين يتعلق الأمر بالسيادة المغربية. في كون المنظار الذي يجب على الجميع التعاقد والتحالف والتعامل من خلاله مع المملكة الشريفة هو منظار الوحدة الترابية للمملكة وليس منظار الفيزا أو أي منظار آخر.
– كما أنها رسالة لفرنسا لمراجعة درسين مهمين ستستفيد منهما حتما قبل استئناف العلاقات بشكلها الطبيعي بين البلدين ؛ درس المانيا ودرس اسبانيا.
– كما انها رسالة ودعوة لفرنسا قصد تحيين ( mise à jour ) رؤيتها ومواقفها الجيو سياسية والجيو إستراتيجية مع المملكة الشريفة كما فعلت عشر دول أوروبية من محيط جوارها الإقليمي الأوربي في اعترافها الصريح بمغربية الصحراء.
فما بعد الكركرات كمنعطف غيّر ميزان القوى إقليميا وأمَمِيا لصالح المغرب .. وما بعد 2020 واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء كمنعطف حاسم في سبيل إنهاء هذا الملف.. وما بعد اعتراف اسبانيا المستعمِرة السابقة للصحراء بوحدة المغرب الترابية كمنعطف أنهى احلام أطروحة الاستقلال والاحتلال والانفصال وبلابلابلا.. وما بعد القرار الأممي: 2602 (29/10/2021) ثم القرار الأممي الأخير : 2654 ( 28/10/2022 ) حيث انتصر المغرب فيهما على نظام ميليشيا الجزائر مرتين بنفس الحصة الثقيلة : 13 – 0 !!!
لم يعد المغرب يستسيغ ويقبل بالموقف الكلاسيكي الفرنسي حول ملف الصحراء – مع إيجابيته لصالح المغرب – فالمغرب يريد من فرنسا الآن اللحاق بركب دول أوربا وكذا الدولتان الأوروبيتان المجاورتان لفرنسا( المانيا وإسبانيا ) وركب الولايات المتحدة الأمريكية ووو.
فمنظار الفار VAR المغربي شغال ومُركَّز focalisé على قضية واحدة مركزية الا وهي الصحراء ولا شيء غير الصحراء !