تمغربيت:
احتضنت المملكة السعودية الأسبوع الماضي ثلاث قمم دفعة واحدة.. بشكل منتظم وناجح.. دون انتظار وتأجيل ثلاث سنين لتنظيم قميمة فاشلة في الأخير كما فعلت الجزائر. بدون هرج ولا حرج :
قمة صينية – سعودية.. قمة الصين – مجلس التعاون الخليجي.. ثم قمة صينية عربية..
القمم الثلاثة الناجحة تروم أمورا استراتيجية واقتصادية وسياسية ايضا.. حضرها كبار الممثلين من الدول العربية وكذا الرئيس الصيني شخصيا.
البعض اكتفى بالمشاركة..
بعض الدول جاءت بممثليها للمشاركة لا اكثر، ولإلقاء كلمة فقط.. لا تهم آفاق التعاون الاستراتيجي العربي الصيني كقطب جديد ووازن يتشكل وينافس الغرب بمكوناته ( الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي).. والمثال يُقاس على قيس سعيّد لكي لا نقول تونس الذي فوّت على تونس من قبل أشهر استغلال القمة اليابانية الإفريقية.. ولكن ايضا الجزائر التي تكلم ممثلها عن التاريخ والجغرافيا وفلسطين ظالمة أو مظلومة.. لكنه لم يأت ولم يذكر الجزائر ولا الاستثمارات الصينية بالجزائر التي عرفت منذ ذهاب حكم بوتفليقة ارتدادا ونزولا إلى مستويات أقل.
الجزائر والصين ميزان تجاري غير متوازن..
الجزائر التي يُعد ميزانها التجاري مع الصين منذ عقود غير متوازن بالمرة : 8 مليار دولار .. 1 مليار دولار من جانب الجزائر ، مقابل 7 مليار دولار من جانب الصين .. والجزائر في هذا لا تخرج عن قاعدة تجارتها الخارجية. فهي محصورة في المحروقات فقط ولا شيء خارج المحروقات .. الصين التي استغلت منذ عقود فشل النظام الجزائري على صعيد البنى التحتية و الخدمات واللوجيستيك ( كإحدى الدول المتخلفة من هذه الناحية قاريا ) إلى درجة جعلت الصين المستثمر الأول بالجزائر ؛ لكن في اي مجال استثماري ؟ في مجال بناء الوحدات السكنية ومسجد بوتفليقة والطرق والطريق السيار.. عجبا!!! مشاريع لا تستطيع قطاعات ومؤسسات الدولة القيام بها !! عجبا وألف علامة تعجب !! تحتاج القوة العُدْمى دولة الصين من أجل هكذا مشاريع بناء، نعتبرها بسيطة ومتوسطة مثلا مثلا في المغرب.
نظام 62 يتحدث عن ألفي سنة من العلاقات الصينية الجزائرية..
– مما يثير الدهشة؛ ما قاله رئيس الوزراء الجزائري الذي حضر مكان زين السمية ولا تهمه، أصلا، قمة صينية عربية يسيل لها اللعاب.. باعتبار الصين أكبر مستثمر عالمي خارج الصين ب 330مليار دولار) !! وهو يتكلم عن ألفي سنة من العلاقات مع الصين !! والرئيس الصيني ينظر إليه ولم يحذر عينيه ولو للحظة.. عساه يسمع شيئا مفيدا لكن دون جدوى..
ألفين سنة من العلاقات مع الصين ! عن أية علاقات يتكلم وشمال إفريقيا كان يتأرجح بين حكم البيزنطيين والوندال والرومان آنذاك؟! والجزائر اصلا لم تعرف كدولة إلا سنة 1962 !! فهل يا ترى جاء ليثبت للرئيس الصيني ان الشمس تشرق من الغرب ؟؟!! مثلا مثلا. شخصيا تعجبت لتمالك رئيس الصين مشاعره، فلم تظهر على وجهه ابتسامة أو حزن أو شفقة على هذا الممثل البئيس..
الجزائر مع وحدة الصين ومع تقسيم المغرب..
لكن عرفت السبب بعد دقائق معدودة فقط.. فممثل الجزائر تكلم عن وحدة الصين.. كما باقي المشاركين العرب وهو أمر يقر به المغرب بالمناسبة.. لكن المغرب يقر به تماشيا مع فلسفته ومبادئه مع جميع الدول ويُقابِله ايضا عدم اعتراف الصين بجمهورية تندوف.. الا ان الجزائر تكيل هنا بمكيالين ..فهي مع تقرير مصير الشعوب لكن ليس مع شعب تايوان ولا شعب الباسك ولا كوسوفا المسلمة ولا ولا ولا. وهنا الفرق بين أصحاب المواقف والمبادئ وأصحاب النفاق السياسي.
اهم مخرجات القمم الثلاث التي تهمنا في تمغربيت.. كلها خرجت لصالح مواقف واهداف المغرب.. فرئيس الحكومة المغربي لم يأت للقمة ليلقي شعارات ويقرأ رسالة ذات مضمون فضفاض.. بل ليسجل مواقف القمة اتجاه وحدة المغرب المركزية. ويبرم خططا مع دولة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.
فاول مخرجات القمة هو تأكيدها على مغربية الصحراء.. كما جاء على لسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان : “لا مكان للجماعات المسلحة والمرتزقة والمليشيات في الوطن العربي، الإستقرار لن يتحقق بتواجد هذه المليشيات على الحدود العربية أو داخل دولنا .. الخ الخ.”. موقف واضح يتأكد دوما في قمم مجلس التعاون الخليجي لصالح الوحدة الترابية للمغرب.. وضربة قوية للمرة العشرين في وجه الجزائر ونظامها الميليشياوي.
– وثاني مخرجات القمة يخص التوقيع على “خطة عمل” مجلس التعاون والمملكة المغربية تروم أمورا اقتصادية واستراتيجية.. ” خطة عمل – plan d’action” بمعنى برنامج محدد بمدد زمنية ودراسات وميزانيات ومشاريع ووو وليس بلابلابلا (ثم قال ماذا ؟؟ – قال 2.000 سنة من العلاقات !!!)
– من مخرجات القمة التأكيد على وحدة الصين. وهو أمر اعترف به المغرب منذ زماااان، كمبدأ وفلسفة ثابتة للدبلوماسية المغربية، كما هو الحال بالنسبة للصين ايضا التي لا تساند الانفصال.