تمغربيت:
قلنا فيما سبق أن المونديال القطري عرى – على عنصرية وتعالي الغرب – وعلى مرض الماروكوفوبيا للنظام الجزائري – وعلى أزمة هوية وثقافة لدى غالبية الشعب هوك المُغَيب تماما..
دروس من المونديال..
لكن المونديال اماط اللثام والحجاب ايضا على أشكال أخرى من التعابير والتمثلات والمشاعر الإيجابية. فسِحر لُعبة كرة القدم يكمن تحديدا في جمع الشعوب واحترام الثقافات.. وتثمين النجاحات والتعبير بالفرح والاهازيج وتبادل التهاني هنا.. والحظ الجميل رغم الخسارة هناك والتعبير عن قيم واخلاق وثقافات الشعوب ووو
فحينما – مثلا مثلا – يتقبل الجمهور البلجيكي وكبار لاعبيه، الهزيمة المنطقية أمام المنتخب المغربي ( منهم كورتوا وهازارد والجمهور الحاضر الخ ).. فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقافة الاعتراف وقيم واخلاق لدى هذا الشعب الأوربي وفئات عريضة منه ( الغرب في فهمنا متعدد وليس واحد ).
شعب من عالم آخر..
بينما وبخصوص نفس المباراة.. علق غالبية شعب آخر لا علاقة له بهذه المباراة ولا بالمونديال اصلا في نسخته هذه، على صدمات وسب وشتم وجنون وعدم رضى !!!. وهذا لعمري أمر خطير وجلل.. وخلط ما بعده خلط في المفاهيم وطرق التفكير والتعبير ( سوف نخصص له حلقة أخرى نناقش من خلالها مفهوم المواطنة بالمقلوب في بلاد هوك ).
لفهم هذه التناقضات او هذه الصور المتناقضة، لا بد لنا أن نستحضر السياق المعلوماتي الجبار في عالمنا اليوم.. ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل لنا ملايين الصور والمشاهد في دقائق معدودة. فبقدر ما تمثله هذه الوسائط من تقدم وتطور وإتاحة للمعلومة والمشاركة في الآن نفسه.. فهي تتيح ايضا لانتشار “الرداءة والتفاهة”.. فالنباهة والتفاهة والإيجاب والسلب، تعبيرات وتمظهرات وانعكاسات ايضا.. على مدى نجاح أو فشل منظومات التربية والثقافة والتعليم والتدين الصحيح والإعلام الهادف ووو.. في إرساء مبادئ وفلسفات وسلوكيات وأخلاق في مجتمع ما على شعب أو جمهور وفئة ما.
الإعلام وخطورة التأثير..
فالإعلام عموما والعالم الرقمي تحديدا .. وسائط لنقل الصورة والمشهد والحدث المحسوس البسيط الفهم والتلقي .. لكنها ايضا وسائط تعبير وتفكير ولغات وإدراك .. وهنا مكمن التعقيد وخطورة التأثير في خلق وتوجيه ( معا) الرأي العام وتوجه وميول الجماهير العريضة (في الاتجاهين معا؛ أيجابا وسلبا )
فهنا شعوب تمتلك ثقافة الاعتراف؛ الاعتراف بالآخر. وهنالك شعوب لا تمتلك ثقافة ولا هوية ..شعوب هأئمة في حيز الجغرافيا وتائهة في البعد الزمني والتاريخ .. تصلح كمواضيع بحوث أكاديمية في مجال علم الاجتماع النفسي وعلم النفس الاجتماعي.
( الجمهور الجزائري كمثال واستثناء غريب في مونديال قطر )
وهنا فهم واحترام لمفهوم وقيم الحرية وضوابطها، خصوصا ما يتعلق بحرية التعبير والتفكير.. وهناك خلط رهيب وعَجْنً وخَبْزً بين هذه المفاهيم والقيم الإنسانية المواطِنة النبيلة، وبين التفكير والتعبير الغير السوي الذي تنتج عنه صور من ” الرداءة والتفاهة” كما يقدم لنا ” أفكار على وزن ابعار “
الوسائط الرقمية في مونديال قطر قدمت لنا صورا ومشاهد بلغة الصورة ولغة الإدراك ايضا .. فكان حظ بعض الشعوب أن نالت الاعجاب والتنويه والتقدير؛ لعل أبرزها: المغرب والمغاربة و كذا قطر والشعب القطري المضياف. كما كان حظ بعض الهائمين في الأرض والتاريخ – هوووك – أن نالتهم سهام النقد والاستهجان من كل جانب وجهة حيث أصبحوا موضع سخرية ونُكت على وسائل التواصل العربية مشرقا ومغربا.