تمغربيت:
يحسب للشيخ السريري دفاعه عن معيار الشريعة كفقيه ذي صنعة. ويحسب لطه عبد الرحمان كشفه آفاقا رحبة للشريعة دون نسفٍ لمعيارها كفيلسوف غائي.
ولكن، لا المعيار يضعه الأول في سياقه، سياق المحافظة على واقع قائم تفرضه شروط “حاجة الوحدة والتهديد الأجنبي”. ولا التطوير يذهب به الثاني إلى مداه الأبعد، تأطير الشريعة بالحاجة لا العكس.
حجة الأول “توقيفية المعيار”، وحجة الثاني “إئتمانية الشريعة لا دهرانيتها”. وكلاهما يعكسان حاجة في المجتمع والدولة، لا يعبران عن نفسيهما فحسب، أو عن حجة معلقة في فراغ، بل عن حجة يسندها واقع سياسي واجتماعي.