تمغربيت:
ظل بوصبع لزرق يعتبر تقبيل يد أمير المؤمنين والعترة النبوية الشريفة سُبة في وجه المغاربة.. ونسي القوم أنها تربية المغاربة وتعبير عن توقير الشيخ والكبير والمسن والإمام والفقيه. ولم يجد المغاربة في نداء عاش الملك بدعة سيئة أو مخالفة شرعية.. ولكنها تدخل في باب الدعاء بطول العمر لأن وجود السلطان هو صمام الأمان ومصدر الالتزام والاستقرار.. وسدا لمنافذ الشر ودسائس بعض البشر.
غير أن الغريب أن نفس الممارسات.. كانت تعبيرا عاديا، ليس في علاقة الجزائريين بحاكم جزائري (وهو ما لم يقع طيلة ألفين سنة).. وإنما في علاقتهم بالحكم الاستعماري التركي. وهنا تشير المصادر التاريخية بأن الجزائريين لم يكونوا يجدون حرجا في الانحناء للتركي وتقبيل يده وطاعته.. بل وحتى مخاطبته بعبارة “عاش الملك”.
في هذا الصدد، نحيل على شهادة القنصل الأمريكي في الجزائر وليام شالر (1816-1824).. والذي ذكر في مذكراته (ص 66) ما نصه “وعندما ينهض الباشا للخروج من قاعة الاستقبال.. يقابله الجميع بإحناء رؤوسهم إلى الأرض.. وترتفع أصواتهم بالعبارة التالية : “ليحفظ الله ملكنا”.
عبارة عاش الملك، قالها العرب والعجم.. منذ قرون من الزمان، غير أن الفرق بين المغاربة وبين أهالي البلاد لي هوك.. أننا كنا، ولازلنا، نخاطب بها ملوكنا، جلدتنا، وعترة النبي الكريم.. أما القوم فكانوا يطلقونها على قوم أتراك كانوا ينتمون إلى أحط الطبقات.. قبل أن يتم إرسالهم إلى الجزائر لحكم البلاد والعباد…فتذكروا يا أولي الألباب