تمغربيت:
رواية “الفضلاء” لياسمينة خضرا.. وهو روائي جزائري اسمه محمد مولسهول .. محورها قصة الجزائريين ( الفرنسيين المسلمين كما كانت تعتبرهم وتنظر إليهم فرنسا ) مع التجنيد الإجباري لهم في الجيش الفرنسي.. في العقود الأولى من القرن العشرين
فرنسا لجأت الى تجنيد الجزائريين و شعوب مستعمراتها للزج بهم في الحروب التي تخوضها. بعدما شرَّعت لقانون التجنيد العسكري الإجباري سنة 1912.
تدور احداث الرواية بالجهة الغربية من الجزائر التي عارضت وقاومت ضد هذا القانون الكولونيالي الذي يقدم شعوب البلاد المستعمَرَة حطبا في حروبٍ تخوضها فرنسا، نيابة عن فرنسا.
ياسمينة خضرا يروي ان رفض ومعارضة التجنيد الإجباري تمثل في ثلاث صور وطرق منها: التظاهرات والاحتجاجات .. منها ايضا بعض العمليات المسلّحة .. واخيرا هجرة السكان الجماعية نحو المغرب الأقصى والشام، حيث يأتي على ذكر ما يُعرف بالهجرة التلمسانية 1911م.
دقيقة للتفكير: حينما يروي الجزائري مأساة الهجرة وما أكثرها عبر الناريخ الى المغرب يستعمل كلمة ” المغرب ” tout court أو ” المغرب الأقصى ” وكلها صحيحة .. لكن في سياق العداء والخصومة تظهر دولتان وامارتان غير موحدتان ( فاس ومراكش ) إلى أن جاء ليوطي..عجبا!
دقيقة للتفكير: الفضلاء رواية تاريخية وعمل أدبي ينضاف إلى أعمال ياسمينة خضرا .. يمكن ان يقف كل قارئ عند أحداث بعينها أو دروس وعبر محددة أو ينتقد خاتمة الرواية التي أرادها الأديب مسامحة لا انتقاما تُجاه الفرنسيين والجزائريين الذين تسببوا بالأذى لبطل الرواية.
لكني لا أخفي سرا أن اقوى ما استوقفني وشد انتباهي ( كمغربي) هو الهجرة التلمسانية 1911م. فما أكثر هجرات الجزائريين نحو المغرب (شهادة للتاريخ) ، لاجئين فارين من قدر الزمن الكولونيالي .. وما أكرم المغاربة مع إخوة لهم، إن على مستوى الشعب أو القصر والمخزن ( قبل أن يصبح هذا المغرب عدوا كلاسيكيا حسب تعبيرهم .. عجبا!!! ) .. هجرات موثقة قبل الانتداب الفرنسي، واثنائه، وبعد استقلال المغرب. فكيف استطاع يا ترى نظام عسكري ان يمحو تاريخا موثقا رسم اقوى مشاعر ومواقف تأزر المغاربة تجاه اللاجئين الجزائريين وحرارة العلاقة بين الشعبين الى النقيض؟
خمم فيها مزيااااان !