تمغربيت:
لقد تبنى مغرب ما بعد الاستقلال توجها يرمي إلى إعادة إحياء البُعد الإفريقي. ونلمس هذا في خطاب أول ذكرى لعيد العرش بتاريخ: 3 مارس 1962م.. حيث يقول الحكيم الحسن الثاني:
“ولعل الوقت قد حان للدعوة الى عقد مؤتمر افريقي شامل يهدف الى اقامة تعاون على أساس مبادئ.. ترمي الى توحيد افريقيا وتحررها وانشاء مجموعة افريقية قوية …”.
“ولقد أصبح اليوم لزاما علينا نحن الأفارقة ان لانفكر في شؤوننا داخل اقطارنا فحسب.. بل في نطاق المجموعة الافريقية ومصالحها العليا لذلك ظلت سياستنا الخارجية متمسكة بمناصرة الشعوب الافريقية المناضلة.. في سبيل استرجاع حريتها وصيانة كرامتها.. وتحقيق ارتباط بعضها ببعض بأوثق الروابط وأقومها،وفي الرغبة الأكيدة في أن تكون صفا متراصا،وكتلة متماسكة …”
هذا التوجه هو الذي يسير عليه المغرب حاليا مرسخا ذلك التصور وتلك الاستراتيجية.. كما نلمسه في رسالة الملك محمد السادس إلى المنتدى الاقتصادي المغربي – الإيفواري بتاريخ : 24 من فبراير 2014.
“إفريقيا قارة كبيرة، بقواها الحية ومواردها ومؤهلاتها، يجب أن تأخذ مصيرها بيدها؛ لأنها لم تعد مستعمرة؛ لذلك فإن إفريقيا يجب أن تضع الثقة في إفريقيا، إنها بحاجة أقل للمعونة، وتحتاج إلى المزيد من الشراكات ذات الفائدة المتبادلة، إنها ليست بحاجة إلى المساعدة الإنسانية؛ بل إلى مشاريع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
* لقد جعل المغرب من موقعه الجيو استراتيجي، فرصة للعب دورين استراتيجيين محوريين من أجل إرساء وترسيخ هذا التوجه ذو البعد الأفريقي:
– أولا دور ذلك الجسر وتلك النقطة لعبور الاستثمارات الأوروبية والصينية والأميركية والآسيوية ( دول الخليج وكوريا الخ)، المستثمرة في إفريقيا جنوب الصحراء. والمغرب هنا يعبر عن “نموذج المغرب الرابط والوسيط ”
– كما دفعه ثانيا ليربط شراكات وعلاقات استراتيجية متقدمة مع دول الاتحاد الأوربي في إطار علاقة شمال-جنوب مما سمح له للعب دور تعاون بين الشمال والجنوب؛ هو محوره ونواته المحورية ( علاقات شمال- جنوب و علاقات جنوب – جنوب ) فتجاوز المغرب بهذا، نقل السلع والاستثمارات، إلى نقل المعارف والتكنولوجيا والخبرات والحكامة الجيدة la bonne gouvernance وتسيير المؤسسات والمشاريع والاقتصادات الخ و بالتالي أصبح يعبر عن ” نموذج المغرب الناقل للمعارف والتكنولوجيا والخبرات “.