تمغربيت:
من حوار لقناة المغرب العربي M24 ، بتاريخ: 4/11/2022.. اقتطفنا مداخلة على شكل كلاش للدكتور عبد الحق الصنايبي ضد القرارات المستمرة والمعادية والبئيسة للنظام الجزائري ضد المملكة الشريفة.. هذا نصه – بتصرف خفيف –
“حينما تعيد قراءة جميع المدارس الاستراتيجية منذ قرون قبل الميلاد من سان تزو.. فريدريك الأكبر مرورا بكلاوزفيتش Clausewitz وليدل هارت Liddell Hart الخ.. لا تحس بوجود نفس استراتيجي في صياغة القرار السياسي الجزائري. وتسقط في تحليلك في نوع من الحمق.. لأن مثل هاته القرارات ( المعادية للمملكة المغربية ) التي يتخذها هذا النظام السياسي لا يمكن لعاقل أن يتخذها.. فالجزائر لها إمكانيات نفطية وغازية هائلة وبالتالي، المفروض أن تقارن بدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أو دول اوربية مثل فرنسا.. في ظل هذه الإمكانيات الطاقية الهائلة التي تتوفر عليها. الا ان واقع الجزائر يشهد بعكس ذلك..
* لكن في اعتقادي ان هذه ” الماروكوفوبيا ” أو عقدة المغرب التاريخية تجعلك تحس بأن هناك معاناة حقيقية على مستويات عدة.. وصلت إلى المجال والمستوى المؤسساتي.حيث نقف أمام دولة؛ قانونيا وتاريخيا ومؤسساتيا، تأسست سنة 1962م. (فهي حديثة العهد).. باعتراف الرئيس بوتفليقة نفسه حينما استشهد به وقال على لسانه السفير الفرنسي السابق بالجزائر Xavier Driencourt في مؤلفه ( L’ énigme Algérienne ) : ” لم نكن مستعمرة فرنسية – بل – كنا جزءا من فرنسا “..
إذا هذه حقيقة تاريخية باعترافهم .. وجدوا أنفسهم ووجدوا أمامهم دولة (المملكة المغربية الشريفة) لها أكثر من 12 قرنا من التواجد المادي والسياسي.. دولة لها اتفاقيات دولية وعلاقات ديبلوماسية، منذ قرون 12 و 13 و14 ووو .. دولة إلى وقت قريب كان يطلق عليها ” الإمبراطورية الشريفة “.. وبالتالي نجد أنفسنا في جانب، أمام نظام لا يمتلك تاريخا لكنه يمتلك مالا وثروات. مقابل نظام تأسس منذ قرون مراكما مجموعة من العادات والاعراف والتقاليد يمتلك ثقافة وحضارة وتاريخا عريقا ..
* لكن هذا النظام، عوض استثمار عائدات النفط والغاز لبناء المجتمع وبناء الدولة للرفع من مؤشرات التنمية.. يقوم بصرفها في استعداء ومواجهة المغرب.. إن على مستوى سرقة التراث المغربي او على مستوى سرقة ما هو حضاري.. بل حتى على مستوى التسمية! حيث يقولون ويرددون ان اسم المغرب ظهر إلى الوجود وتأسس سنة 1956م.. و ليس قبل قرون على يد الأدارسة والسلطان المولى إدريس الأكبر سنة 172 هجرية – 788 م. ..
– ففي اعتقادي ان ” الغباء الاستراتيجي ” للنظام الجزائري.. قاده الى مهاجمة المغرب في مركز قوته وثقله (التاريخ، الحضارة، التراث)، بينما جميع المنظرين يقولون العكس.. اي ” لا تهاجم العدو في مراكز قوته بل أبحث عن مراكز ضعفه وهاجمه على مستوياتها”.
مناسبة الكلام هو ان الجزائر تهاجم المغرب على مستوى قوته اي على مستوى التراث والتاريخ والهوية والحضارة والنظام السياسي الذي راكمت لقرون من الزمن.. وبالتالي نحن أمام معركة غير متكافئة يخوضها هذا النظام أمام المملكة الشريفة ..
والختم بأبيات شعرية لعنترة :
مقامكِ في جوِّ السماء مكانهُ …
وَباعِي قَصيرٌ عَنْ نوالِ الكَواكِبِ …