تمغربيت:
د. عبد الوهاب دبيش*
في مؤتمر مراكش للمناخ استقبل المغرب جميع دول العالم بمن فيها تلك التي تحارب المغرب في وحدته الترابية منذ اكثر من اربعين سنة. وفي هذا المؤتمر كان الملك محمد السادس شخصيًا في استقبال رؤساء الوفود ويسلم عليهم ثم يتكلف موظفو البروتوكول بإيصال المسؤولين الدوليين الى مواقعهم.
هذا سلوك الدول التي يحكمها أسوياء العقول والنفوس.. أناس يضعون مواقف بلدانهم في خانة ويتجاوزون عن كل الإساءات لأن الظرف عرس دولي وأممي إنساني.. لا يمكن ان يسمح فيه المرء لنفسه باستغلال المناسبة لتصفية الحسابات بينه وبين ضيفه.. والضيف عندنا مقدس ومرحب به لاننا نؤمن بالقاعدة الانسانية القديمة قدم الزمن نفسه اللي جا لدارك جا لعارك.. وكلمة العار هنا مستعملة في غير محلها من باب تسمية الشيء بضده لان القاعدة البروتوكولية السائدة بين دول المعمور ان الضيف يعامل باحترام وتقدير.. ولا نعلن له عن اي شيء قد يشوش على مقامه وهكذا استقبل جلالة الملك بمراكش الرئيس الزيمبابوي.. بما يحفظ لهذا الرجل العجوز كرامته في المغرب هكذا نتصرف مع احبائنا واعدائنا لا نميز بينهم انهم ضيوف.
قُميمة الجزائر.. فشل التنظيم وسقوط الأخلاق
في حالة الجزائر تصرفت الدولة الطارئة على التاريخ مثلما تتصرف العصابة.. والواقع انني لست من يستعمل هذا اللفظ في حق حكام الجزائر لكنه شخص جزائري يشتغل استاذا للرياضيات بإحدى الجامعات الكندية بتورونتو.. شاءت الصدفة أن يجاورني في القطار من فاس الى الدار البيضاء وتابع هو مسيرته الى مراكش
قال لي هذا العالم الرياضي أن من يحكم بلادهم عصابة همها سرقة اموال الشعب الجزائري.. ولا شيء غير هذا الهدف ولاجل ضمان مواقعهم بهذه الدولة المغلوب على شعبها المقهور يجب عليهم ان يختلقوا عدوا وهميا اسمه المغرب.. الذي يخيفون به الشعب الجزائري المغلوب على امره.. فلا تونس يمكنها ان تلعب هذا الدور ولا مالي ولا النيجر ولا ليبيا ولا موريتانيا.. لأن كل هذه الدول ضعيفة ومغلوب على امرها ومنهوكة من قبل الفرنسيين. لكن المغرب لا.. المغرب دولة قوية ومتجذرة في التاريخ ولو كان المغرب يشكل ضمانة لبقاء العصابة في قصر المرادية لتحول خطاب العصابة الى مديح وثناء على المغرب
ان هذه الشرذمة من لقطاء التاريخ تصرفت مع الوفد المغربي في قمة الجزائر برعونة غير مسبوقة.. واعطت الدليل بالصوت والصورة على ان مثل هؤلاء ليسوا حكاما طبيعيين لدولة تحترم نفسها.. لكنهم اكدوا للعالم انهم مرتزقة مثلهم مثل من يتحدثون باسمهم من انفصاليي گلميم وطرفاية وأقا وطاطا وطانطان وغيرها من المدن والمراكز الحضرية المغربية المجاورة للأقاليم الجنوبية للمملكة لذلك فإن عدول جلالة الملك محمد السادس عن حضور قمة الجزائر يوم غد وبعد غد هو تصرف حكيم ينم عن عقلانية وحكمة ورزانة وتبصر.
إن التصرف الاهوج الذي قوبل به المغاربة مسؤولين ورجال إعلام في هذا البلد ينم عن تصرف ارعن وصلف وقبيح.. وقد يشكل وصمة عار في جبين هؤلاء وحسنا فعلوا لانهم اعطونا الدليل ان الحذر من تصرفاتهم واجب مقدس لا تهاون فيه.
*باحث في التاريخ