تمغربيت:
حميد حماد
يبدو أن حركة حماس اختارت منذ زمان الاصطفاف إلى جانب نظام الملالي في إيران وهو ما جعل موقفهم من هجمات الحوثيين ضد الامارات والسعودية متوقعا رغم أنه يشكل وضع شاذ داخل المنظومة العربية والتي تستعد، بالإجماع، لإصدار قرار يصنف الحوثي “جماعة إرهابية”.
إن المواقف المتشنجة للتنظيم الإخواني الفلسطيني يُضعف القضية الفلسطينية أكثر مما يسمى ”التطبيع”، لأن تصنيف الحوثي “جماعة إرهابية” سيدفع، بالضرورة، إلى تصنيف من يدعمها ب “دعم الإرهاب”، وهو ما يجعل حركة حماس الفلسطينية تتجه بسرعة لتجد لنفسها مكانا بين لوائح الإرهاب العربية بعد ضمها في لوائح الارهاب امريكيا واوروبيا.
إن من يدعم إسرائيل حقيقة هو من يشمت في هلاك المدنيين في السعودية والإمارات، ويدفع الشعوب إلى الكفر بالقضية واختيار المصالح على المواقف المبدئية، بعد أن اعتبر بعض الفلسطينيين بأن العرب يجب أن يدعموهم وهم صاغرون. وبأنه يحق لهم ما لا يحق لغيرهم وبالتالي تلبسوا بلبوس شعب الله المختار الذي ادعاه اليهود دائما.
فهل تبحث الحركة الفلسطينية (الايرانية الميولات) عن دعم عربي لإسرائيل لنسفها في قطاع غزة؟
أليست عملية إطلاق الصواريخ دون سياق أو ضرورة تمت بأوامر من إيران وتدل على ان الفلسطينيين عوض البحث عن مصالحهم الوطنية تحولوا الى منصات لمصالح إيران في ظل اضعاف كبير للسلطة الفلسطينية؟
ومادامت حركة حماس ومعها الجهاد الاسلامي وفصيلان مواليان لسوريا (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) تدعمان ارهاب ايران في المنطقة (الذي يستهدف سلامة الدول الخليجية)، فلماذا تلومان السلطة الفلسطينية في تنسيقها الأمني مع اسرائيل ودعم الدول العربية الرئيسية لعمليات فتح العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل؟
أليس الاصطفاف الفلسطيني (4 فصائل رئيسية) مع ايران اقليميا يستدعي اصطفاف الدول الخليجية مع اسرائيل؟ أليست الفصائل الفلسطينية هي من تدفع عملية الانتقال الى علاقات رسمية بين الدول الخليجية مع اسرائيل؟
منذ متى دافعت الفصائل الفلسطينية عن القضية الفلسطينية خارج الاصطفاف الاقليمي وفلسطين لا تزال ليست بدولة بعد؟
أليست اسرائيل لها وجهة نظر معينة في حل الدولتين على اعتبار أن تحول دولة فلسطينية إلى ولاية ايرانية هو تهديد أمني لها وبالتالي فإن عنتريات حماس تدفع تل أبيب للتنصل من حل الدولتين والسبب في ذلك هو الاصطفاف الفلسطيني (4 فصائل) لصالح مشروع ايران التخريبي في المنطقة؟
وأن يخرج قيادي في حركة حماس الفلسطينية (الايرانية) اسمه محمود الزهار على قناة الميادين اللبنانية (الايرانية التأطير والتمويل) بتصريح يدعم ما يسميه بالمقاومة اليمنية (يقصد ”الحوثيين”) ضد المملكة العربية السعودية والامارات (وهو الذي كان عليه ان ينادي بوقف الاعمال القتالية وفتح الممرات الانسانية وتدشين حوار سياسي يمني-يمني برعاية الامم المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية في الشأن اليمني) فان هذا يعني أن الحركة فقدت فلسطينيتها وأصبحت ولاية ايرانية اضافية الى ملحقات حزب الله في لبنان و”الحوثيين” في اليمن وحركات عراقية (”عصائب ااهل الحق” و ”حزب الله العراقي”) وسورية وبحرينية (”جمعية الوفاق”)……والبوليساريو في شمال افريقيا (بأمر من النظام في الجزائر).