تمغربيت:
مواعظ قبل المسيرة الكحلة..
في كل عام، وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، يحتفل المغاربة مثلهم مثل جميع المسلمين ببقاع الأرض بهذه الشعيرة الإسلامية الفضيلة المفعمة بالعبر.. والدروس في مجالات الإيمان والتضحية وارتباط الرسالة المحمدية بباقي الرسالات.. وبأب الرسل سيدنا إبراهيم عليه وعلى سيدنا محمد أفضل الصلاة وأزكى السلام..
المناسبة شرط وتذكير..
لكن المناسبة لا يمكن أن يمر عليها المغاربة مرور اليتيم بقوم، ودون الرجوع إلى سنة 1975.. سنة المسيرة الخضراء المظفرة واسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة الشريفة من أيدي الاحتلال الإسباني.. مسيرة خضراء أذهلت العالم بعبقرية المغاربة وبالذكاء الخارق لمهندسها الحسن الثاني رحمه الله.
ولكن.. كان هناك شيطان العرب وفرعون الجزائر يراقب ويترقب، ويتوعد ويترصد.. ليُقرر الرد على المسيرة الخضراء بما أسماها “المسيرة الكحلة”.. والتي تعني إجلاء 45 ألف عائلة تعادل إجمالا 350 ألف مغربي ومغربية رجالا ونساء أطفالا وشيوخا (وهو عدد المغاربة المشاركين في المسيرة الخضراء السلمية)..
التهجير القسري.. جريمة ضد الإنسانية
على مستوى القانون الدولي الإنساني، فإن جريمة بوخروبة تُصنَّف في خانة التهجير القسري.. وترقى إلى جريمة ضد الإنسانية.. جريمة جاءت ردا على رغبة المغرب في استرجاع أراضيه المحتلة من طرف إسبانيا.. كبداية لاسترجاع سبتة ومليلية وباقي الجزر والأراضي المغتصبة.. هي الحقوق التاريخية والقانونية التي لم تكن تهدد الجزائر في شيء، مادام البلدان الجاران قد اتفقا قبلها بثلاث سنوات على تدبير مسألة الحدود بينهما بشكل إيجابي يرضي الطرفين..
يوم الجريمة
في هذه السنة، وفي عز احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك، قام المدعو محمد ابراهيم بوخروبة (الملقب ب هواري بومدين).. بإحدى أبشع الجرائم ضد الإنسانية في حق المغاربة الذين عاشوا كما عاش بعض أجدادهم في جغرافيا الجزائر وتصاهروا مع شعوب المنطقة.. وجعلوا لهم ممتلكات وعقارات ومنازل كما اشتغلوا بجد في مجالات شتى لعل أبرزها الفلاحة والصناعة التقليدية..
في ذلك التاريخ قام عدو الله، بتهجير 350 ألف من المغاربة، مجردا إياهم من ممتلكاتهم وعقاراتهم ومنازلهم وحلي نسائهم وأموالهم.. طردهم عُزَّلا مجردين من كل شيء، إلى الحدود المغربية الجزائرية.. كرد على استرجاع المغرب لصحرائه مباشرة بعد الرد الأممي بالإيجاب على طلبات وأسئلة المملكة الشريفة التي تتعلق بتاريخ الأقاليم الجنوبية للمملكة، وارتباط ساكنتها بسلاطين المغرب عبر البيعة الشرعية المتعارف عليها منذ قرون في المغرب.
عمل شنيع غير مسؤول وغير مبرر من بلد جار المفروض أن نظامه مسلم ونال استقلاله أصلا بفضل الدعم السلطاني والشعبي الذي احتضن رموز وقيادات الجزائر.. فكان هذا المجرم ومعه بوصوف المجرم، ومعهم بوتفليقة وغيرهم متواجدين في الشرق المغربي أثناء ما يسمى عندهم بحرب التحرير (1954-1962).. حتى أن مجموعتهم سميت باسم مدينة وجدة عاصمة الشرق المغربي.
شرار الخلق الذين أفسدوا في الأرض ولم يصلحوا
إنهم شرار الخلق الذين أفسدوا في الجزائر ولم يصلحوا.. أضمروا الغدر بالمملكة الشريفة باختلاق حرب الرمال سنة 1963. ولم يكفهم الغدر بالمغرب بخرق اتفاقية 1972 المتفق عليها حول رسم الحدود والاستغلال المشترك لمناجم غار جبيلات.. حتى غدروا بالمغرب سنة 1975 بتهجير المغاربة عزلا في يوم عيد الأضحى وهو يوم السلام العالمي..
وعند قيام عدو الله بطرد مئات الآلاف من المغاربة، فقد عادى في مسيرته الكحلة الملك والشعب معا.. كما أظهر تاريخيا فشله في فصل الملك عن الشعب والملكية عن الدستور.. وتاريخ المغرب العريق عن حاضره.
عيد الأضحى هذا.. وعواشر مبروكة.. لكن أبدا لن ننسى الغدر والإجرام والعداوة التي واجه بها بوخروبة المغرب وملك المغرب والمغاربة كلهم.. ولن ننسى عداوة وغدر نظام العسكر الجزائري بالمغرب والمغاربة والملكية ما بقي في الروح نفس وما بقي في المغاربة رجل حيّ.