تمغربيت:
مبدئيا فإن موقفي الشخصي من “النقوشة” أو “النقوشية” أو “المثلية” هو موقف جد سلبي بالنظر إلى مرجعيتي الدينية وأيضا مرجعيتي الوطنية.. لأنه من مقومات تمغربيت أن يكون المرء متناغما مع نواميس الطبيعة ومتشبعا بالثابت الأول للمملكة ألا وهو الدين الإسلامي. وهو الموقف الذي يتماهى مع القانون المغربي الذي يجرم هكذا ممارسات.. مع أن هناك إجماع أن الدولة لا تضطهد هؤلاء القوم وإنما تتعامل معهم بمنطق “من ابتلي ببلوة فليستتر”، وهي المقاربة التي تحافظ على موازين الأمن القومي والسلم الاجتماعي في المغرب.
وكنت أعتقد أن من يتبنون الغلو الديني (حتى لا أقول الفكر الديني) سيكون لهم موقف أشد سلبية من موقفي.. غير أنه تبين بأن المحدد في المواقف عند هؤلاء ليس الالتزام الديني أو الأخلاقي.. وإنما المحدد هو العداء للمملكة المغربية ورموزها وأمنها. وهو المعطى الذي ظهر جليا من خلال دفاع من ينتمي إلى التيار الديني الراديكالي (ولا أقول الإسلامي) مع من يجاهرون بالمثلية. والغريب أن هذا المتطرف يعتبر “النقش” رجلا ومثالا للنضال والكفاح ضد نظام “الكفر والطاغوت” حسب زعمه المريض.
ويبدو أن تجار الدين وتجار العرض لا يختلفان، مع وجود ميزة للأخير.. والذي يبقى متصالحا مع نفسه وذاته ويعبر عن “نقوشيته” علانية، مستغلا تسامح أوروبا والدول المتقدمة مع أشباه الرجال. وهو ما يقطع بأن من يدعون المعارضة خارج المغرب، لم يرتقوا بعد لممارسة المعارضة بشرف.. على اعتبار أن المعارضة هي مبادئ وقناعات تمتح من الدين أو من الإيديوبوجيا، وهنا لم أجد بين طيات إيديولوجيَة الدواعش ما يمكن أن يجمعهم مع مجتمع “المثليين”.. خاصة وأن أدبيات الدواعش تقتضي القصاص من المثليين عبر “إلقائهم من شاهق”.
هكذا يتبين لنا بأن الخيانة والعمالة تجعل من المرء أعمى البصر والبصيرة.. لتحوله إلى كائن مشوه بدون انتماء ولا ولاء، وليعلم أنما هو الحقد الذي يجعل المرء يدوس على المبدأ وعلى الثوابت بل وحتى على العقيدة، عندما يتعلق الأمر بنفث سموم العداء اتجاه المملكة المغربية.