تمغربيت:
ربما يدخل عنوان المقالة ضمن الأسئلة الاستنكارية التي ينكرها العقل ولا ينكرها المنطق.. والأكيد أن الانفصالي بن بطوش هو أداة في أيدي العسكر الجزائري يفعل بها ما يشاء. غير أن واقع الحال والمآل يؤكد بأن العَمالة ليس فقط أن تكون متواطئاً ولكن يكفي أن تكون غبيا. وهو ما ينطبق على بن بطوش والعصابة العسكرية في الجزائر.
في هذا الصدد، وبعد انفصال الجزائر عن الوطن الأم فرنسا بمقتضى اتفاقيات إيفيان التي لا يمتلك النظام الجزائري (أو يخفي) وثائقها.. قام حكام الجزائر الجدد بتنزيل الاستراتيجية الفرنسية في شمال إفريقيا وعلى رأسها تحجيم دور المملكة المغربية.. ومواصلة الضغط عليها حتى تبقى رهينة للمشروع الاستعماري الفرنسي ولو بوسائل جديدة. ومن أجل ذلك تحول العداء الجزائري الفرنسي إلى عقيدة بوخروبية استنزفت خيرات الجزائر وحولتها إلى دولة فقيرة.. وذلك بالرغم من الإمكانيات الطاقية المهمة التي يزخر بها باطن الاراضي التي تديرها الجزائر.
وحتى لا نغوص في الحيثيات التاريخية للنازلة، يكفي أن نرصد نتائج احتضان الجزائر للجبهة الوهمية.. لنصل إلى نتيجة مفادها بأن الرهان على الجبهة الوهمية ساهم في إضعاف الجزائر وتقوية موقع المغرب كقوة إقليمية في المنطقة.
أطماع الجزائر وأوهام الجبهة
ولعل الثابت في المسألة أن الجزائر استعملت البوليساريو كأداة في حربها ضد المغرب.. ولم يكن همها يوما الانتصار لمبدأ تقرير المصير. وهو المعطى الذي تؤكده قيادات منشقة عن الجبهة وعلى رأسها السيد عمر حضرامي.. والذي أكد بأن فرنسا طلبت من البوليساريو احتلال منطقة وادي الذهب بعد خروج موريتانيا.. إلا أن الجزائر اعترضت، لأن ذلك لا يحقق أهدافها في الوصول إلى مياه الأطلسي الدافئة.
ستواصل الجزائر الرهان المرحلي على جبهة البوليساريو، وهو ما كلفها ميزانية تتجاوز 500 مليار دولار.. وهو ما أثر سلبا على باقي القطاعات الحيوية، والتي أثرت بدورها على الحياة اليومية للمواطن الجزائري والذي يعيش على إيقاع طوابير كيلومترية حطمت جميع الأرقام القياسية.
بن بطوش.. عميل بالفطرة
لقد أعطت الجزائر للمغرب المبررات القانونية والسياسية لتقوية ترسانته العسكرية.. وساهمت في تقوية جبهته الداخلية، وسهلت من مسار المصالحة بين المواطن المغربي والإدارة.. وجعلت التركيز كله على العدو الجزائري المتربص بالجوار.. ودفعت المغاربة إلى العودة إلى تاريخهم وحضارتهم وتراثهم.. وهي المكتسبات التي لم يكن أكثر المتفائلين يطمح إلى تحقيقها في هذا الزمن الوجيز.
بن بطوش، زعيم جبهة الوهم، ساهم في إنهاك ميزانية الجزائر، وعزلها دبلوماسيا.. وتحويلها إلى كيان بلا هبة ولا قيمة ولا وزن، وحول النظام العسكري إلى عدو لشعبه قبل أن يكون لغيره.. وهو الأداة التي ستسقط النظام العسكري وستساهم في ظهور تيارات استقلالية جديدة.. خاصة بعد إعلان تأسيس جمهورية القبايل.
فهل بن بطوش عميل جزائري.. أم مغربي ؟؟