تمغربيت:
كلام خطير ذلك الذي صرح به المبعوث الأممي في الصحراء ستيفان دي ميستورا قبل مدة، ومر عليه الجميع مرور الكرام.. وربما لم ينتبه إليه أحد، باستثناء الدبلوماسية المغربية. وتكمن خطورة هاته التصريحات، في كونها تعترف باستحالة إيجاد حل أممي نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء.. وشبه النزاع ب “المرض المزمن” الذي ليس له علاج، وبأن الأمم المتحدة إنما تحاول معالجة أعراض النزاع فقط.. وإيهام المريض بأنه سيكون في حالة جيدة.
هذا الكلام الخطير ل “المبعوث الأممي”، يؤكد ما ذهبنا إليه سابقا، حين اعتبرنا بأن حسم النزاع حول الصحراء المغربية يجب فرضه من طرف المغرب.. ولقد أكدت أحداث تطهير معبر الكركرات، وعمليات تطهير المنطقة العازلة بالطائرات المغربية المسيرة، بأن حل النزاع يكون فوق الأرض وليس في الأمم المتحدة.
ونعتقد أن المملكة المغربية أصبحت واعية بهذه المقاربة، حيث لم يعد المغرب يعول على حل أممي.. وإنما يحاول تنزيل استراتيجيته على الأرض، مع الاستمرار في إقناع مراكز صناعة القرار الدولي بصوابية الطرح المغربي، وهو ما نجحت فيه الرباط بشكل لافت.
إذا هي “استراتيجية كبرى” يعتمد تنزيلها على ثلاث “أهداف عملياتية” أساسية:
- مواصلة تثبيت السيادة المغربية على المنطقة العازلة
- إقناع مراكز القرار الدولي بمشروعية الطرح المغربي وضمان دعمها (أو أغلبها) على مستوى هياكل مجلس الأمن
- إنضاج الشروط القانونية والسياسية لطرد الكيان الانفصالي من هياكل الاتحاد الإفريقي.