تمغربيت:
كفى.. هي الكلمة التي يجب أن تكون على لسان كل عاقل يتابع ما يحدث على رقعة الشطرنج الكبرى.. وكفى هو الشعار الذي يجب أن يتبناه كل من يملك ذرة عقل قبل أن يمتلك أدوات التحليل الاستراتيجي لفهم ما وقع بالأمس بين إسرائيل وإيران. وأخيرا كفى من استغلال المآسي العربية والإسلامية في مشاريع التوحش الإيرانية والإسرائيلية على السواء.
في هذا الصدد، تابع الجميع بالأمس ما يمكن اعتبارها مسرحية بإخراج سيء وبأدوات أسوء بين إسرائيل وإيران.. هذه الأخيرة كانت رحيمة بإسرائيل عندما أرسلت لها 185 طائرة مسيرة ظلت لتسع ساعات في ملكوت الله قبل أن تصطادها الصواريخ الأمريكية والفرنسية والأردنية.. وقبل أن يصل بعضها إلى الأجواء الإسرائيلية وتسقطها الدفاعات الإسرائيلية والتي من المؤكد أنها لم تلجئ حتى إلى منظومة القبة الحديدية لرد هذه الهجمات.. هذا دون الحديث عن المسيرات التي أوقفتها الأسلاك الكهربائية عالية التوتر فوق الأجواء العراقية!!!!
نعم أيها السادة، 185 طائرة خرذة مسيرة بدون سقوط قتيل واحد.. بل ولم يجرح شخص واحد، بل ولم يتأذى حيوان واحد لا متوحش ولا أليف.. فهل هذا هجوم “كاسح” كما تدعي إيران؟؟ ولا أتحدث هنا عن إسرائيل التي خرج مسؤولها العسكري يضحك على المنصات الإعلامية.. ويخبر الإسرائيليين بعدم الحاجة للجوء أو البقاء في الملاجئ وقرب الأماكن الآمنة.
وذكر فإن الذكرى تنفع..
لقد قلنا مرارا وتكرارا، وتحدثنا نهارا جهارا بأن إسرائيل ليست العدو الوجودي لإيران.. وقلنا بأن ما يجمع الطرفين أكثر بكثير مما يفرقهم. وأكدنا بأن إيران ليست من الغباء لكي تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.. ونبهنا إلى أن فلسطين ليست أولوية عند النظام الإيراني والتنظيم الإخواني على السواء.. ولكن كلامنا لم يزد الجاهلين إلا فرارا.
سيجتمع مجلس الأمن ويندد.. ثم يجتمع الاتحاد الأوروبي ويندد، وبعدها يجتمع انصار الإخوان السنة والشيعة ليهللوا ويباركوا لمعبودهم الصفوي. كما ستخرج بعض الدول العربية، التي استوعبت اللعبة، لتنخرط في “لعبة الوهم” وتحذر من خطورة التصعيد وووووو.. وكأن الجميع متواطئ ومتورط في استراتيجية “استحمار واستبلاد الشعوب”.. وهذا حقها، لأن الحمقى من أمثالي منبهرون بأفلام الأكشن ويحنون إلى الشعوذة والخوارق والتمائم والبحث في ما وراء الطبيعة والعقل والواقع.
يا أيها القوم.. عليكم ببلدانكم ومصالح أممكم وابتعدوا عن العنتريات من وراء الشاشات.. أما فلسطين فسوف تتحرر بعد استرجاع الألباب المبصرة والقلوب الذكية والضمائر الواعية.. وإلى ذلك الحين سننتظر الرد الإسرائيلي المزلزل.. والرد الإيراني المدمر والحرب العالمية المائة وغيرها من الأفلام الهوليودية التي يتم إخراجها في الغرف المظلمة وبمشاركة من يتحكمون في رقعة الشطرنج الكبرى.