تمغربيت:
صومعة حسان وبرج محمد السادس.. قصة حضارة
من لا تاريخ له، لا مستقبل له.. ومن لا حضارة له لا قوة له، ومن لا عمران له فلا دولة له..
لا يمكن لساكن العدوتين (الرباط وسلا) أن لا يلاحظ ذلك التناسق الحضاري بين بناية ضاربة في التاريخ (صومعة حسان) والتي بناها سلطان السلاطين يعقوب المنصور الموحدي.. وبين برج محمد السادس الذي بناه السلطان محمد بن الحسن العلوي القرشي. فهو تمازج وانصهار واستمرارية للدولة المغربية، سواء كان على رأسها سلطان أمازيغي أو حكمها سلطان عربي قرشي. فالعرق لم يكن يوما ما مصدرا للتفرقة أو نزعة جاهلية قطع معها الإسلام.. ولذلك تمازجت الحضارة المغربية تحت مظلة الهوية المغربية والتي اصطلح عليها ب “تمغربيت”.
هما بنايتان تفصل بينهما 827 سنة.. ويتعايشان جنبا إلى جنب، فتلكم الصومعة بنتها سواعد مغربية وذلك البرج ينته أيادي مغربية. وهي ذات الأيادي التي نقلت الحضارة إلى عدوة الأندلس بعدما فُتحت بأيادي مغربية في القرن الثامن الميلادي.
صورتان ولوحتان تحيلان على صانع واحد وعلى تاريخ واحد وعلى إنسان واحد.. ولذلك فإن نظرة إلى صومعة حسان وبرج محمد السادس تجعلك تسافر عبر الزمن الجميل بين أركان الإمبراطورية المغربية الشريفة. وهما صورتان كافيتان لأن تجعل كل مغربي يفتخر بأنه نتاج ومنتوج خالص لهاته التربة الخصبة.. ويفتخر أيضا لأنه وُلد من رحم امرأة أبت إلا أن تنجب الأبطال في الحكم والرياضة والعلم والعمران.
هو مغرب العز بين الأمم، ومغرب الطود والشموخ.. وموطن أمة غيورة على تاريخها وحضارتها واستقلالها.. ولو كره الكارهون. ولذلك صمدت ضد أعتى الإمبراطوريات وحطمت أخطر المكائد والمؤامرات وخلقت ذلك الرباط الرائع بين مكونات الأمة المغربية الشريفة.. ولا غالب إلا الله