تمغربيت:
يبدو أن الجارة الشرقية لا تزال تعيش حالة من الوهم والسراب.. ولا زال العسكر يوهم المبردوع في الأرض والسماء بأن مدريد ستتراجع عن موقفها الثابت من مغربية الصحراء.
هذا الحمق والجنون الذي ينم عن جهل عميق يمفاهيم الدولة واستمرارية المؤسسات.. دفع وزير خارجية النظام العسكري أحمد عطاف إلى الادعاء بأن إسبانيا تراجعت عن موقفها في النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. وهو التصريح الذي ينم عن جهل صاحبه بمحددات القرار السياسي لدولة في قيمة إسبانيا.. ومحاولة للترويج لانتصارات وهمية من أجل الاستمرار في بغلنة الشعب الجزائري المغلوب على أمره.. من خلال محاولة التشكيك في المعطى الثابت والقانوني المرتبط بمغربية الصحراء.
وتأكيدا منها للمؤكد وترسيما لما هو رسمي أصلا أصدرت الجريدة الرسمية الإسبانية قرارا يتناول مشاريعها في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية. ولعل ما يهمنا هنا هو ذكرها لمدينة العيون ووصفها بأنها “مغربية”.. آييه نعام آس مغربية.
وبالنسبة للقوم المبردعون في الأرض والسماء، فإن الجريدة الرسمية هي أقوى وثيقة رسمية في سلم الوثائق المتداولة داخل الدولة.. وما ينشر فيها هو عبارة عن التزامات دولة وقرارات مرت بمجموعة من المؤسسات (التشريعية والتنفيذية والقضائية والملكية) قبل أن يتم اعتمادها من طرف الدولة الإسبانية.
فمتى يستيقظ هذا الشعب من سباته العميق.. ومتى يلفظ هذه القابلية للاستعمار والذل وينتفض ضد عدوه الأول والأخير والمتمثل في نظام لا يعترف بمنظومة الشعب ولم يرتقي بالجزائر بعد إلى مستوى “الدولة”..