تمغربيت:
في المنافسات الرياضية عموما، تفوز فرق وتخسر فرق أخرى.. وتُتَوج فرق وتفشل أخرى في نيل الكأس.. وتفرح الجماهير بفوز منتخباتها وممثليها.. وتحزن أخرى لنهاية مشوار منتخباتها.. هذا هو الطبيعي الموافق لطبيعة الإنسان البشرية..
لكن الغير الطبيعي، هو اهتمام شعب وجمهور “لا رياضي” لفشل منتخبات غير منتخباتها.. مثلما فعل الجمهور في بلاد هوووك، فخرج ونزل إلى الشوارع منتشيا فرحانا وسعيدا غاية السعادة.. ليس لأن منتخبه فاز، وليس نصرة لغزة.. وليس لأن الطوابير على المواد الأساسية انتهت في بلاده.. وليس لأن الدينار أصبحت له قيمة.. بل خرج الجماهير وشعب بالكامل لأن فريقا ومنتخبا آخر غير جزائري خرج من تصفيات “الكان” !!!
والغريب أن مقاطع هذا العبث والهبل والعبط والخبل.. جابت المشرق العربي والمغرب العربي أيضا.. فسخر منهم المشارقة قبل المغاربة.. وأصبحوا أضحوكة ومسخرة على منصات التواصل الاجتماعي يتسلى بهم العرب مغربا ومشرقا..
فئة جبانة بحق.. لم تستطع أن تنتصر لغزة ولو باحتجاجات تضامن سلمية.. ونظام لئيم منع شعبه من النزول إلى الشوارع نصرة فلسطين.. لكنه نزل بمئات الآلاف في أنحاء البلاد فرحا لخروج منتخب عربي ! تحت إشراف العسكر اللئيم..
وسمح له النظام هذه المرة بالتجمهر والتعبير عن الفرح والسعادة، لأن هذا البلد (المغرب) في عقيدته هو “العدو الكلاسيكي”.. وليست إسرائيل كما يدعي والتي أرسل لها سفينة غاز في أول أسبوع للحرب على غزة.. لأن هذا البلد تسبَّب له في عقدة أبدية اسمها “المووغرييب والمروك ” وليست فرنسا التي استعمرته 132 سنة وما تزال..
شعب أبان من خلال هذا “الهَبل والهُبَل” أنه فاقد للهوية، فلا هو تركي كامل التركمانية.. ولا هو عربي ولا أعرابي ولا مُعوْرب.. ولا فرنسي ولا متفرنس ولا فرانسوا كامل الفرنكفونية ..
شعب أبان من خلال هذا “الخبل والهبل” أنه “مهاجر غير شرعي في مسار التاريخ البشري”.. يمكنه أن يرفع أية راية، نكاية في المغرب والمغاربة، اللي بالمناسبة “ما مسوقينش أصلا”.. أية راية حتى لو كانت راية الفرانسيس..
شعب أبان من خلال هذا “العبث والعبط” أنه لا يمتلك إرثا ثقافيا ولا تاريخيا.. فقد كان يعيش في الجبال بينما من حكموا جغرافيته كانوا يستولون على المدن والحواضر.. فهو فاقد للثقافة وعاش على هامش التاريخ..
فكل التحية، وبرافو لهذا العسكر الحاكم.. الذي استطاع أن يُطوِّع الملايين من هذا الشعب “المُبردع” ويدخله إلى الحظيرة.. برافو لهذا العسكر الذي ذبح من هذا الشعب ربع مليون جزائري ومازال مستمرا في السلطة، جاثما على رقاب هذا الشعب الذي يمتلك تلك “القابلية للذل” و”القابلية للتبرديع”.
وما نتمناه لهذا النظام العسكري هو الاستمرار في السلطة.. فما فعله العسكر في الجزائر والجزائريين لم تفعله فيهم فرنسا طيلة 132 سنة من الاستعمار الاستيطاني، ولم يفعله الأتراك طيلة 315 سنة من الاحتلال الانكشاري !