تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
يبدو أن نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا في الكوت ديفوار الشقيقة.. كانت مناسبة ليعرف الأفارقة حقيقة الوجه القبيح والخبيث للنظام العسكري الجزائري. كما أن السعار الإعلامي العسكري لم يكن له ما يبرره، في ظل أن التدافع الإعلامي انبرى له الشعب المغربي بكل عفوية ولم تنخرط فيه أية جهة رسمية أو مؤسسة إعلامية يمكن أن تحسب على الأجهزة المغربية.
وحقيقة الأمر أن الشعب المغربي، أو بالأحرى الجماهير الرياضية المغربية، كانت في موعد وقيمة الحدث.. من خلال تأكيدها على ارتباطها الإفريقي.. ودعمها اللا مشروط من أجل إنجاح هذه التظاهرة القارية الناجحة بكل المقاييس.
كما أن التظاهرة الإفريقية كانت مناسبة لفضح الممارسات البلطجية لبعض المؤثرين المقربين من دوائر الحكم في الجزائر.. باعتراف الجزائريين أنفسهم. وللأمانة فقد خرجت أصوات جزائرية محترمة لتدين بعض التصرفات والتصريحات العنصرية والغير مقبولة لبلطجية النظام الجزائري.
في هذا الصدد، تبين أن الجزائريين نوعان: نوع متشبع بالآداب الإسلامية والعربية والأمازيغية والإفريقية.. وعبر إيجابيا عن حفاوة الاستقبال والمجهودات الجبارة التي تقوم بها أبيدجان من أجل إنجاح النسخة الحالية.. وطائفة محسوبة على النظام الجزائري والتي تلقت تربية “الزريبة” وذهبت على حساب الدولة الجزائرية وأعطت صورة سوداء عن الجزائر.
وفي حقيقة الأمر، فإن اجتهاد المغردين المغاربة في فضح بعض التصريحات العنصرية.. لم يكن الهدف منه المس بأخلاق الشعب الجزائري، بقدر ما كان الهدف منه فضح جزء من المخلفات البشرية التي تمكن منها الخطاب العنصري الاستعلائي للنظام العسكري.
وفي الوقت الذي كان فيه على الإعلام الجزائري تصحيح البوصلة، وتأطير المشجعين الجزائريين.. من أجل رسم صورة محترمة على بلد “المليار شهيد”.. انبرى هذا الأخير إلى مهاجمة الدولة المغربية جُملةً ونعتها بأقدح النعوت.. كبلد الاستعمار والاحتلال ومحاولة إفشال النسخة الحالية من أجل عدم التغطية على النسخة المقبلة.. وغيرها من الهرطقات المتشبعة بنظرية المؤامرة والمظلومية التي اعتاد عليها نظام العار والشفار وسوء الجوار.
إجمالا يمكن القول، بأن هذه الدورة كشفت على قدرة الأفارقة على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية.. كما كشفت أيضا بأن النظام الجزائري يحاول إفشال جميع التظاهرات وتسميمها وتسييسها وخلق أجواء مشحونة تُخرج المناسبة عن سياقها الرياضي والإنساني.. وهو ما تنبه له المغاربة وأفشلوه منذ الأيام الأولى للعرس الإفريقي.