تمغربيت:
أسكاس أمباركي.. وصفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ومع شخصية عظيمة وبطل مغوار لا يشق له غبار.. أسد من أسود قبائل زَيَان وقائد مقاومة الأطلس المتوسط.. ألحق بالمستعمر الفرنسي خسائر مذلة في معركة “لهري”.. وهو ما دفعنا لإعادة الكتابة اليوم عن هذا البطل الأمازيغي المغربي موحا أوحمو الزَّيَانِي.. فمن يكون؟
هو محمد بن حمو بن عقى بن أحمد الزَّيَانِي المزداد سنة 1857م والمعروف باسم موحا أوحمو الزَّيَانِي.. ينتمي لقبائل زيان العريقة.. عرف أهلها بالكرم والشجاعة والبأس، قبائل عُرفت بوطنيتها وغيرتها اللا محدودة عن أرضها وموطنها.. هو إذا شبل من ذلك الأسد حيث أن أبوه حمو الزَّيَانِي كان من أنصار السلطان مولاي سليمان ولعب دورا كبيرا في إنهاء تمرد قبائل زَّيَان على الحكم كما كان له الفضل في نصرة السلطان وتخليصه من الأسر في أحداث معركة ضيان سنة 1819م.
ليث الجبال
وتتمة لما قلناه فقد ورث موحا أوحمو الزَّيَانِي جينات الشهامة عن أبيه فكون جيشاً خاصا به مع زعماء يعرفون المنطقة حجراً وشبراً وبشراً.. والمتمثلين في المرابط علي أمهاوش زعيم قبائل أعالي الجبال.. وموحا أوسعيد قائد منطقة بني ملال ثم محمد أقبلي قائد نواحي مريرت و أولماس وآزرو.. فراحت هذه الفصائل تجوب تلك المناطق وتدعو للجهاد في سبيل الله وطرد المستعمر.
في هذا الوقت، وصلت الجيوش الفرنسية سنة 1914م إلى خنيفرة وهناك بدأ أسد الأطلس يجهز لفخه وتكتيك المرتفعات والانقضاض على العدو في الوقت المناسب.. وهو ما تم في معركة “لهري”.. فقد زادت صعوبة تلك المناطق من تعقيد مهمة المستعمر.. فأهل مكة أدرى بشعابها..
ملحمة لهري
في تلك الملحمة، سحق المجاهدون المستعمر الفرنسي.. واعتبرتها فرنسا وصمة عار..كما قال الجنرال غيوم، وهو أحد الضباط الفرنسيين المشاركين في تلك الحملة الفرنسية الغاشمة “هزيمة مفجعة لم تمنى فرنسا في شمال إفريقيا بمثلها قط”.. واعترف كذلك الماريشال ليوطي بهذه الهزيمة القاسية حيث قال “لم يسبق لفرنسا في تاريخها الاستعماري أن منيت بمثل هذه الخسارة والتدمير في قوة هامة من جيشها.. وفي مثل هذا العدد من ضباطها، وبما فقدته من أعتدة كثيرة”.
وقد كبدهم موحا أوحمو الزَّيَانِي خسائر جسيمة حيث قتل 613 من الجيش الفرنسي بينهم 33 ضابط و163 جريح بينهم 6 ضباط.. وشجع هذا الانتصار أسود زَّيَان بنهج تكتيك حرب العصابات والمعارك الخاطفة.. والتي ألحقت بالجيش الفرنسي خسائر كبيرة وهذا كله بأسلحة تقليدية بسيطة.
سيستشهد البطل موحا أوحمو الزَّيَانِي إثر إصبابته برصاصة في عنقه.. وانتهت معها نصف قوة قبائل زَّيان بفقدان أحد أهم أعمدتها.. وبذلك نقش موحا أوحمو الزَّيَانِي اسمه في أحجار الأطلس المتوسط.. فتحيا الإمبراطورية المغربية الشريفة برجالها وبطولاتهم المشرفة.. ولا غالب إلا الله