تمغربيت:
بعد مرور أزيد من 100 يوم على الحرب على غزة.. على إثر هجوم حماس الغير محسوب والذي ليس له عنوان ولا هدف، يوم 7 أكتوبر 2023.. والذي كان يصب في خانة أجندة إيرانية حمساوية واضحة، من أجل تقويض فرص نجاح قيام سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمبادرة سعودية وتوافق أمريكي إسرائيلي.. وبالتالي إمكانية قيام دولة فلسطينية على حدود 67.. قام الأمير خالد بن بندر السفير السعودي في بريطانيا بتصريح مهم لقناة “بي بي سي” قال فيه : إن المملكة مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد حرب غزة، ولكن أي اتفاق للتطبيع “لابد أن يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية”.
مضيفا: “من المؤكد أنه كان هناك اهتمام بين قادة البلدين للاتفاق، وكان الاتفاق وشيكا..
وبالنسبة لنا، فإن الخلاصة لا تقل عن دولة فلسطينية مستقلة. فلا زلنا نؤمن بتطبيع العلاقات، ولكن ذلك لن يكون على حساب الشعب الفلسطيني“.
فلا طهران ولا حماس بإمكانها تعطيل وتوقيف الاتفاق السعودي الأمريكي الإسرائيلي، بل فقط تأخيره لبعض الأشهر فقط.. لأن الاتفاق الثلاثي يهم الأمن العسكري للمملكة السعودية، حيث سيتفق الطرف السعودي والأمريكي على توقيع اتفاقية دفاع مشترك.. كما ستتمكن السعودية من اقتناء السلاح الإسرائيلي المتطور.. وأيضا ستمتلك السعودية وفق هذا الاتفاق الثلاثي على تكنولوجيا نووية متطورة (سلمية طبعا).. وهذه الأمور سوف تقلب موازين القوى في المنطقة رأسا على عقب لصالح السعودية، الأمر الذي يرهب ويرعب إيران الفارسية ..
حماس تحت المجهر
أما حماس فهي طبعا مثلها مثل العديد من الفصائل الفلسطينية لا تريد للقضية حلا ولا مخرجا.. وبالتالي سارعت لتنفيذ أوامر طهران بالقيام بعملية 7 أكتوبر المشؤومة شؤم أصحابها..
ما نقوله له حيثيات تاريخية.. فخلال مفاوضات أوسلو العام 1993 بين ياسر عرفات والقيادة الإسرائيلية حينها (إسحاق رابين- شيمون بيريز) تمنى الفلسطينيون على الدول العربية عدم الذهاب إلى تسويات أو تطبيع مع تل أبيب إلا بعد إنجاز وتوقيع الفلسطينيين.
والفلسطينيون الذين وقعوا مع إسرائيل وأصبح لهم حكم ذاتي وسلطة فلسطينية، بقوا معارضين لأي اتفاقات أو مبادرات سلام مقترحة أو مطروحة للنقاش، بين أي جهة عربية وإسرائيل..
هذا هو حال الفلسطينيين.. يطبعون ويقومون باتفاقات سلام وأمن وتجارة ووو مع إسرائيل.. لكن لوحدهم.. ويحرمون هذه الأمور على العرب.. وكل من لا يذعن لرغباتهم فهو خائن “للكضية” ومتصهين وووو !!!
والأمر لا يقتصر على تسعينيات القرن الماضي وياسر عرفات وجناحه فقط.. فاليوم هناك قناعة عند بعض القيادات الفلسطينية تسربت للشارع في الضفة وغزة والمهجر تريد فرض المشيئة الفلسطينية عبر قاعدة «نحارب يحارب العرب، نتوقف يتوقف العرب، نعقد سلام لا يعقد العرب».. كما عبر السياسي والكاتب السعودي “محمد ساعد” .. مضيفا: ” يقول إسماعيل هنية منذ أيام: «أي ترتيبات للشرق الأوسط يجب أن تمر عبر حماس»، هكذا يتصور هنية والسنوار أنهم قوة عظمى وهم لا يمتلكون إلا ركام غزة والتعاطف مع الموتى والمشردين المنكوبين بسببهم”.