تمغربيت:
خلاها السيد ناصر بوريطة عندما قال “الزياغة”.. وهو يصف حماقة ومرض وضلال السياسة الجزائرية والجنوب إفريقية.. فكيف يتعامل نظام عسكر الجزائر في المجال الخارجي سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي والتجاري إلخ..؟
هذا النظام لا يفقه شيئا في العلاقات الدولية، لذلك يتعامل مع الدول، بردود الأفعال لا غير.. وبمدى قربها أو بعدها من المغرب أو بمدى اعترافها أو رفض اعترافها بالبوليساريو..
وهذا وضع مريح للمغرب وللدبلوماسية المغربية، حيث يجعل المغرب دائما من هذه “الأزمات المفتعلة” فرصا لصالحه وصالح قضاياه وعلاقاته الدولية:
ولنضرب أمثلة لهذا.. فقد سبق أن قطعت الجزائر علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إسبانيا لمدة 19 شهرا بمجرد اعترافها بمغربية الصحراء.. لكن هذه الأزمة الجزائرية الإسبانية، كانت فرصة للبلدين لتطوير وتوطيد علاقاتهما بشكل ممتار، ورفعها إلى مستوى العلاقات الشاملة والاستراتيجية حيث شملت 19 اتفاقية وشراكة في جميع المجالات.. وبعد مرور عام ونصف، أرجعت الجزائر سفيرها دون ضجيج وهي مذلولة صاغرة دون أن تغير إسبانيا من موقفها..
الجزائر تتخبط
كما قطعت الجزائر تدفق أنبوب الغاز نحو إسبانيا ومن ثم لأوروبا عبر التراب المغربي.. منذ فاتح نونبر 2021.. كعقاب ضد المغرب.. لكن المغرب نجح في امتلاك هذا الأنبوب الذي أنجزته الجزائر بملايير الدولارات.. واستخدمه في نقل الغاز بشكل عكسي من إسبانيا إلى المغرب.. وسوف يستغله في نقل الغاز المغربي المكتشف في حقل تندرارة إلى إسبانيا.. وبعدها سوف يستخدمه لنقل الغاز الذي سيأتي من نيجيريا مرورا ب 11 دولة أخرى، لنقل الغاز إلى أوربا..
وكانت الجزائر هي الخاسر الأكبر في كل هذا.. فهي حاليا الرابعة في ترتيب الدول المصدرة للغاز لإسبانيا بعدما كانت المورد الأول لها !
وحاليا، أصدر “مهابيل الجزائر” قرارا عسكريا شموليا، للشركات الجزائرية يمنعها من استيراد المنتجات انطلاقا من الموانئ المغربية، والأمر يتعلق بشكل أكبر بميناء طنجة المتوسط الأول والأقوى والأضخم على مستوى القارة الإفريقية والبحر المتوسط ..
ونتساءل، كيف ستعمل الجزائر مع قِطَع غيار السيارات (رونو وسيتروين وبوجو وووو)؟ فهي تُصنع في المغرب.. وكيف ستعمل مع العديد من أنواع السيارات التي تصنع حصريا في المغرب ؟ هل تستوردها بأثمان مضاعفة من فرنسا التي تستوردها أصلا من المغرب ؟؟ .. وماذا عساها تفعل بالنسبة للإلكترونيات والإلكترو منزليات والصناعات الغذائية المغربية ووو؟ هل تستوردها عن دول ثالثة بأثمان مضاعفة؟؟
فعلا هذا هو السيناريو المحتمل.. فلا حل للنظام العسكر سوى استيراد منتجات كثيرة جدا جدا، من دول ثالثة بأضعاف أثمانها.. وهذا ما يجعل المغاربة يتمنون استمرار حكم العسكر بالجزائر كما يتمنون عهدة ثانية وثالثة ورابعة لعمي تبون.. فما يفعله العسكر بالجزائر لا يفعله العدو بعدوه !