تمغربيت:
ظاهرة الهجرة بين الجزائر والمغرب.. هي في الأصل ظاهرة قديمة وعادية.. تقع في العالم أجمع بين المدن والمناطق الحدودية..
ظاهرة وقعت عبر التاريخ بين المغرب والجزائر ومازالت مستمرة، رغم غلق الحدود البرية والبحرية والجوية من طرف العسكر الحاكم بالجزائر بالحديد والنار..
فالجزائر تحتاج إلى الحرفيين المغاربة في مختلف عمليات البناء وتحديدا الصناعات التقليدية من زليج بلدي والجبس والنقش ووو
كما أن الجزائريين يلجؤون إلى المغرب، آتين من الجزائر أو فرنسا، للاستثمار في التجارة والخدمات والعقار أو الاشتغال في مهن الطب والهندسة وغيرها بالمغرب..
لكن غالبية الجزائريين من ساكنة الحدود، يلجؤون إلى المغرب للاشتغال في الضيعات الفلاحية خصوصا في مواسم جني الحوامض (الماندرين والنافيل) والزيتون وغيرها من الخضر والفواكه..
هذه الظاهرة، ازدادت هذا العام بشكل كبير، خصوصا في مناطق مدينة بركان (المحاذية للحدود والمشهورة كمنطقة مغربية فلاحية بامتياز).. ذلك أن الجزائري يقوم بهذه الأشغال بثمن أرخص بكثير من العامل المغربي.. نظرا للفرق الشاسع بين قيمة الدرهم و “لا قيمة” الدينار الجزائري.. ففي “السّْكْوار” أو السوق السوداء، وهي الطريقة الوحيدة في الجزائر لصرف العملات ( !!! ).. فالدرهم الملكي المغربي يساوي 20 د.ج.. ولك أن تتصور هذا الجزائري وهو يجني الدراهم المغربية، فكأنه يشتغل مقابل العملة الصعبة ..
هذا الأمر أصبح يقلق المغاربة بشكل جعل أصواتهم تسمع أكثر وأكثر .. فالظاهرة أصبحت مزعجة لهم..
وإذ يجد أصحاب الضيعات في هذه الظاهرة فرصة للربح وتقليص المصاريف.. فالعمال الموسميون من المغاربة يجدون في الظاهرة حرمانا لهم من رزقهم، ولا يستسيغون “الرُّخْصْ أو المذلة” الذي يتصف به الجزائريون برضاهم الاشتغال بأرخص الأثمان.