تمغربيت:
صفحة جديدة ومشرقة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. في ظل تعدد روايات الجزائريين وأكاذيبهم حول تاريخ المغرب المجيد.. ويبقى الواقع ثابت لا يمكن تغييره أو تزييفه.. فواقع الآثار دائماً يكون شاهدا على نفسه وعلى تاريخ.. كمدينة المنصورة قرب تلمسان.. فكيف بنيت؟ ومن بناها؟
تعد الفترة المرينية واحدة من أجمل الفترات في تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.. وجاءت في أعقاب ضعف الموحدين وسطوع نجم المرينيين في سماء المغرب.. على يد مؤسسها السلطان يعقوب بن عبد الحق والذي ينتمي إلى قبائل زناتة الأمازيغية المغربية.
وتتمة لما قلناه، وباعتبار الدولة المرينية هي خليفة الموحدين وأن أراضي الموحدين التي كانت تمتد إلى مصر شرقا هي إرث مريني بالنظر إلى استمرارية الدولة المغربية.. وبذلك يجب أن يرجع إلى أحضان المملكة الشريفة.. ولهذا قرر سلطان المغرب يوسف بن يعقوب المريني القضاء على الزيانيين واسترجاع تلمسان.
حصار تلمسان وبناء مدينة المنصورة
في هذا السياق قرر يوسف بن يعقوب بناء مدينة قرب تلمسان أسماها المنصورة وشيد فيها جامع المنصورة والذي بني على الطريقة المغربية الأندلسية.. وأحاطه بسور عظيم مكون من 88 برج مراقبة.. حتى تكون مركزا لقواعده العسكرية.. فتمكن من عزل مدينة تلمسان عن العالم، وبدأ بضم المدن المحيطة بالمدينة وأصحبت كل من وهران ومازونة، وتيارت، مليانة، شرشال، تنس، ثم المدية تابعة لراية يوسف بن يعقوب المريني ملك المغرب.
دام حصار تلمسان قرابة 8 سنوات انتهى بتراجع يوسف بن يعقوب المريني لعاصمته فاس بالمغرب، ولكن في سنة 1336 استطاع أبي الحسن المريني ضم تلمسان ومسح الزيانيين متجهاً نحو الحفصيين بإفريقية.. مسترجعا إرث الموحدين.. حيث يقول ابن خلدون في كتابه “العبر…” الجزء السابع ص341 عن دخول تلمسان.. “ثم اقتحمها السلطان غلابا لسبع وعشرين من رمضان سنة سبع وثلاثين وسبعمائة . ووقف أبو تاشفين بساحة قصره مع خاصته، وقاتل هنالك حتى قتل ابناه عثمان ومسعود.. ووزيره موسى بن علي ووليه عبد الحق بن عثمان من أعياص عبد الحق. نزع إليه من جملة الموحدين كما أشرنا إليه ونستوفي خبره . فهلك هو وابنه وابن أخيه، وأثخنت السلطان أبا تاشفين الجراحة ووهن لها.”
وبهذا نكون قد أوضحنا حقيقة ما يسمى الآن بالجزائر والتي كانت أراضي مغربية خالصة ومدنها شيدت على يد مغاربة ومعمارها مغربي.. فغربها جزء لا يتجزأ من تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.. وشرقها جزء لا يتجزأ من إفريقية.. ليبقى السؤال المطروح أين تاريخكم؟؟.